h1>ميتشل يؤكد «الدور الأساسي» لسوريا ويتّفق مع الأسد على «تداخل» أزمات المنطقةعوّضت الصحف السورية الحكومية، أمس، عن التواضع الإعلامي في التصريحات السورية والأميركية المرافقة لزيارة جورج ميتشل إلى دمشق. ففيما لم يعقد ميتشل مؤتمراً صحافياً، أعربت صحيفتا «البعث» و«الثورة» عن تفاؤلهما بأنّ الإدارة الأميركية ستنجز السلام
أنهى المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أول من أمس، زيارته إلى المنطقة من العاصمة السورية دمشق، حيث أطلع الرئيس بشار الأسد على نتائج جولته والرؤية الأميركية لعملية السلام. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن ميتشل تجديده التزام إدارته بتحقيق سلام شامل في المنطقة. واتفق الطرفان، خلال اجتماع دام 90 دقيقة، على أن المسائل في المنطقة «متداخلة»، وأن التقدم في حل أي مسألة «يسهم في دفع المسائل الأخرى بالاتجاه الإيجابي». وبحسب «سانا»، فإنّ الأسد وميتشل «عبّرا عن تطلعهما إلى إقامة علاقات أميركية ـــــ سورية طبيعية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».
ووصف بيان أميركي مباحثات ميتشل مع القيادة السورية بأنها «جوهرية» هدفت إلى «تأسيس لعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة من ضمن الحوار المستمر مع سوريا».
ورأى المبعوث الأميركي أن لدمشق «دوراً أساسياً في الوصول إلى السلام الشامل»، مشيراً إلى أنّ واشنطن «ملتزمة العمل بنشاط وقوة من أجل تحقيق السلام الشامل بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان والفلسطينيين». ولفت إلى اهتمام إدارته بأن تكون علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب «طيبة».
وقال ميتشل، عقب لقائه الأول مع الأسد، «لقد أوضح الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أننا نريد سلاماً بين السوريين والإسرائيليين وبين اللبنانيين والإسرائيليين وبين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونريد تطبيعاً كاملاً بين إسرائيل وجيرانها العرب، والسلام الذي ننشده هو سلام شامل حقاً». وأضاف «إننا واعون للصعوبات الجمة على هذا الطريق، ولكننا مع ذلك نتشارك في واجب أن نخلق حالة تنتهي بنجاح، وأن دعم هذه الجهود بالخطوات الملموسة في مصلحة جميع من يتحدث عن السلام».
وعبّرت صحيفتا «الثورة» و«البعث» عن تفاؤل دمشق في فرص تحقيق السلام في المنطقة غداة زيارة ميتشل. ومن ضمن ما جاء على الصفحة الأولى لـ«الثورة»: «نحن اليوم أمام نقطة تفاؤل حقيقية، إذ يفترض أن الطرفين يقدران أهمية تحسين علاقاتهما الثنائية في خدمة السلام الشامل».
وتابعت الصحيفة الحكومية «يجب أن تشعر إسرائيل أكثر بجدية الموقف الأميركي من دون انتظار موعد لكلام غير مأمول منه التغيير»، في إشارة إلى الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس.
بدورها، علّقت «البعث» على زيارة ميتشل، معتبرة أنّ «مهمة السلام الشامل ممكنة وممكنة جدّاً إذا تحققت وعود الإدارة الجديدة وتحولت الخطابات إلى وقائع».
وكان وفد عسكري أميركي قد استبق لقاء الأسد ـــــ ميتشل بإجراء مباحثات «إيجابية وبنّاءة» مع مسؤولين سوريين، بحسب تعابير مصدر في السفارة الأميركية لدى دمشق. وكشف مصدر غربي في دمشق أن الوفد الأميركي العسكري جاء إلى العاصمة السورية بعد الاتصال الهاتفي الذي تم بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وكلينتون نهاية شهر أيار الماضي، والذي رحب فيه الوزير السوري باستقبال وفد عسكري أميركي.
وأوضحت صحيفة «الوطن» الخاصة، المقرّبة من النظام، أن هذا اللقاء العسكري «هو الأول من نوعه منذ عام 2004». ونقلت عن «مسؤول رفيع المستوى» في وزارة الخارجية الأميركية قوله إنّ الزيارة تأتي في سياق «بناء علاقة تعاون أمني بين الطرفين». وعلى حدّ تعبير المصدر نفسه، فإنّ الوفد الأميركي «أراد الاستماع إلى السوريين عن رؤيتهم لكيفية دعم استقرار العراق».
(سانا، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

وقال ميتشل، عقب لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير (الصورة)، إن «واشنطن تريد سلاماً كاملاً في الشرق الأوسط وذلك يعني دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمان، وكذلك السلام بين سوريا وإسرائيل والسلام بين لبنان وإسرائيل». وأوضح أن هدف إدارته هو «استئناف مفاوضات مفيدة في أقرب وقت ممكن، والولايات المتحدة ملتزمة تماماً تحقيق هذا الهدف».
بدوره، شدّد كوشنير على «الآراء المشتركة» بين واشنطن وباريس بشأن هذا الملف، كاشفاً أن نتنياهو سيقوم «من حيث المبدأ» بزيارة باريس في 24 حزيران الجاري.
(أ ف ب)