يحيى دبوقتعكف حكومة بنيامين نتنياهو على بلورة مبادرة سلام بوساطة مصرية، للالتفاف على إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مبادرته للسلام في المنطقة، التي تخشى إسرائيل أن تؤدي إلى إرباكها. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الفكرة التي طرحها مسؤولون كبار في الحكومة الإسرائيلية نبعت من الخشية من أن إعلان الرئيس الأميركي مبادرته للسلام «ستقدم إسرائيل دولةً مُقادة، لا مبادِرة».
وأضافت الإذاعة أن إحدى الأفكار التي طُرحت هي بلورة «محور مشترك من نتنياهو ـــــ مبارك، على أمل أن يوفّر التعاون مع الرئيس المصري ضمانة لقبول المبادرة في العالم العربي». وأشارت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يأملون في هذه الأثناء أن تسهم تلك المبادرة، التي تحدد حتى الآن على أنها فكرة فقط، في الحصول على مساندة مصر، وبذلك «تُحيَّد الأصوات المعارضة في العالم العربي».
وفيما يتوقع أن تتضمن المبادرة الإسرائيلية الشروط والأفكار التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال خطابه في جامعة «بار إيلان» الشهر الماضي، والتي تتحدث عن كيان فلسطيني من دون القدس وعودة اللاجئين، ومن دون سيادة جوية أو سيادة على المعابر الحدودية واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولةً يهودية، لم يتضح حتى الآن الموقف المصري من الأفكار الإسرائيلية.
من جهة أخرى، على خلفية تصريحات المنسق الأعلى للسياسية الخارجيّة والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الذي دعا المجتمع الدولي إلى تحديد موعد للاعتراف بدولة فلسطينية، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة «لاستامباه» الإيطالية، مقولة أن تكون أوروبا معادية لإسرائيل، ورأى أن «الدول الأوروبية لا تفهم ما يجري في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن إسرائيل تدعم السلطة الفلسطينية. وأضاف: «نحن لا نهدد السلطة الفلسطينية، بل على العكس نحن من يدعمها، ولولا دعم إسرائيل للسلطة لكانت حماس قد سيطرت على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر».
وأوضح ليبرمان أنّ «في الشرق الأوسط صراعاً بين المعتدلين والمتطرفين، وأن الخطر الأكبر على السلطة هو من حماس، لا من إسرائيل. كذلك فإن الخطر الأكبر على حكومة سعد الحريري هو من حزب الله، لا من إسرائيل، والخطر الأكبر على حسني مبارك هو الإخوان المسلمون، وإن باكستان وأفغانستان ليستا مهددتين من الصهاينة، بل من طالبان».