محمد بديرتُشغَل الأوساط الإعلامية في أكثر من دولة بالوضع في مصر لناحية الموقع الرئاسي. وفيما يُتداوَل باحتمال عقد مؤتمر عام استثنائي للحزب الوطني الحاكم، يُنتخَب خلاله جمال مبارك رئيساً للحزب ومرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية، تتزايد الإشارات التي تعكس رغبة الرئيس حسني مبارك في ضمان نقل السلطة إلى ابنه جمال خلال حياته، خشية أن تبرز معوّقات أمام تحقيق هذا الهدف بعد وفاته.
وكانت الوفود الفلسطينية، التي شاركت في الحوار الأخير في القاهرة، قد لاحظت تراجع المتابعة المباشرة للرئيس مبارك لتفاصيل الحوار، وأن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان تحدث مرة عن مشاركة جمال في متابعة الملف الفلسطيني في جزء من متابعته ملف السياسات العامة.
وفي إطار هذه الإشارات، ذكرت صحيفة «معاريف» أن الرأي السائد وسط أجهزة تقدير رسمية في إسرائيل هو أن حسني مبارك لن ينهي ولايته على كرسي الرئاسة، بل سيستقيل ويحاول نقل السلطة إلى ابنه جمال.
ونقلت الصحيفة عن الجهات التي أجرت نقاشات في الفترة الأخيرة بشأن مستقبل النظام المصري قولها إن الرئيس المصري، البالغ من العمر 81، يواجه فترة صعبة من الناحية الشخصية، منذ وفاة حفيده قبل أشهر، وأنه «ضعيف جداً، ليس مبارك الذي كنا نعرفه». وأكدت جهات التقدير الإسرائيلية أن حادثة موت حفيده هي التي أضعفت الرئيس المصري، بفعل الصدمة التي تعرض لها، وأن هذه الحادثة دفعته إلى تقديم موعد استقالته من الحياة السياسية.
وأشارت المصادر نفسها أيضاً إلى أن مبارك يبدو في الفترة الأخيرة «ضعيفاً جداً، وكلامه بطيء وظهوره أمام الجمهور كان اضطرارياً، وأنه بالرغم من نيته القيام بجولة سياسية في إيطاليا، إلا أنّ وضعه لا يزال مقلقاً».
ولفتت جهات التقدير الإسرائيلية إلى أن مبارك أرسل في الفترة الأخيرة ابنه جمال، على الأقل مرة واحدة، كي يحلّ بدلاً منه في مراسم رسمية. وأوضحت أن مبارك يفضل مراقبة نقل السلطة إلى ابنه في حياته وزيادة احتمالات توليه الحكم وتمكينه من الإمساك بالسلطة، بعدما يُعلن اعتزاله الحياة السياسية وإجراء انتخابات مبكرة، وخاصة في ظل وجود معارضة لابنه، وتحديداً في صفوف المؤسسة العسكرية، بسبب عدم امتلاكه ماضياً عسكرياً، على عكس الرؤساء الثلاثة الآخرين الذين توالوا تباعاً على منصب الرئاسة (جمال عبد الناصر، وأنور السادات وحسني مبارك).
ووفق السيناريو المنظور، سيعلن الرئيس استقالته وإجراء انتخابات مبكرة، لكن جهات التقدير رفضت تحديد تاريخ مقدّر لموعد استقالة مبارك، وإن كانوا يقولون إن «الأمر سيحدث في المستقبل المنظور».