توقّفت سوريا عن إمداد لبنان بالكهرباء في الفترة الأخيرة، ما أسهم في زيادة ساعات التقنين في جميع المناطق خارج بيروت الإدارية.وبحسب التقارير الصادرة أمس، فإنّ سوريا نفسها تعاني نقصاً في تلبية طلبها المحلّي المتعاظم، حيث يُتوقّع أن يرتفع مستوى نقص الإمداد خلال السنوات المقبلة، عوضاً عن رفعه بحسب الخطط الحكوميّة التي تهدف إلى مضاعفة الإنتاج بحلول عام 2015.
ولكن حتّى الآن فإنّ البلاد التي تحوي 22 مليون نسمة، أكثر بخمسة أضعاف من عدد سكّان لبنان، تعاني نقصاً بواقع 1000 ميغاواط، فيما الكمّيات التي كانت تُمَدّ الشبكة اللبنانيّة بها من الشبكة السوريّة تبلغ 120 ميغاواط. ومن المتوقّع أن يرتفع العجز إلى 1800 ميغاواط بحلول عام 2012 وفقاً لما تنقله وكالة «Associated Press».
وقد تحدّث وزير الطاقة السوري، أحمد كيّالة، إلى صحيفة «تشرين» أخيراً عن خطورة وضع الكهرباء في البلد وقال: «إنتاج الكهرباء غير مناسب لتلبية حاجاتنا. ونحن نواجه أزمة حقيقيّة».
وتتحدّث تقارير كثيرة عن «الطلب المتزايد» على الطاقة، وخصوصاً في فصل الصيف. ووفقاً للأرقام الرسميّة التي تتداولها الصحف السوريّة فإنّ قدرة الإنتاج «النظريّة» للكهرباء في سوريا تبلغ 7188 ميغاواط فيما حاجة البلاد في وقت الذروة تبلغ 6500 ميغاواط. أمّا كيّالة، فيرى أنّ القدرة الإنتاجيّة الفعلية تراوح بين 5500 ميغاواط و6200 ميغاواط.
ومع قطع الإمدادات من مصر عبر الأردن، اشتدّت حدّة الأزمة، فلجأت دمشق إلى تركيا، التي أضحت منذ 7 آب الجاري تمدّ جارتها الجنوبيّة بكميّة تراوح بين 200 ميغاواط و250 يومياً. لكنّ الأزمة تحتاج إلى حلّّ جذريّ مثلما هي الحال في لبنان لتصل القدرة الإنتاجيّة الكليّة إلى 13 ألف ميغاواط بعد 4 سنوات.
(الأخبار)