الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة مع الجانب السعودي بحضور الوسيط العُماني لا زالت في موعدها
وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن وجهة المبعوث الأممي المقبلة ستكون الرياض، التي وصل إليها، الثلاثاء، المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، حيث أجرى مباحثات مع السفير السعودي، محمد آل جابر، الذي قاد مفاوضات بلاده المباشرة مع صنعاء. ووفقاً لوسائل إعلام سعودية، فإن اللقاء خُصّص لمناقشة مستجدّات الأزمة اليمنية، وبحث سبل التوصّل إلى حلّ سياسي شامل في اليمن. وكان ليندركينغ، الذي اعترض بشكل علني الشهر الفائت على مطالبة «أنصار الله» بربط صرف مرتّبات الموظفين بعائدات مبيعات النفط والغاز اليمنيَين، أعلن، قبل أيام، أن بلاده تستخدم ما سمّاها «القوة الديبلوماسية» لحلّ الصراع اليمني على نحو دائم، مشدّداً على أن «عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة تعالج القضايا والمسائل الجوهرية، مثل تخصيص الموارد، هي التي يمكنها حلّ الصراع بشكل دائم». وفي هذا الإطار، كشفت وسائل إعلام مقرّبة من حكومة صنعاء عن مقترحات أميركية جديدة عُرضت على الأخيرة، ربطت تنفيذ الملفّ الإنساني بعملية سياسية شاملة، وهو ما قد ينسف كلّ جهود السلام التي بُذلت على مدى الأشهر الماضية.
مع ذلك، علمت «الأخبار»، من مصدرَين أحدهما حكومي، أن الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة مع الجانب السعودي بحضور الوسيط العُماني، لا زالت في موعدها، متوقّعةً عودة الوفدَين السعودي والعُماني خلال الأيام القادمة إلى العاصمة اليمنية لاستكمال البحث في النقاط التي تمّ ترحيلها من الجولة الأولى. وكانت الرياض أبلغت «المجلس الرئاسي»، أثناء لقاء جمع أعضاءه بسفيرها في اليمن أواخر الشهر الماضي، موافقتها على مطالب صنعاء المتّصلة بالملفّ الإنساني. لكن رئيس تحرير صحيفة «الثورة» الرسمية، عبد الرحمن الأهنومي، شكّك في جدّية السعودية في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، معتبراً، في تغريدة، أن «السعودية تحاول أن تنقل تلك التفاهمات، وخاصة في ما يتعلّق بصرف رواتب الموظّفين، إلى تفاصيل فنّية تتعلق بتوحيد البنك المركزي والقضايا المتعلّقة بالعملة، وهي تفاصيل مغرِقة ومؤجِّلة لأيّ حلول». وإذ تَوقّع أن تستجيب الرياض للضغط الأميركي، فقد أكد أن «صنعاء تدرك كلّ هذه المعطيات وترتّب لعمليات عسكرية نوعية وحاسمة وموجعة جدّاً لدفع المعتدين إلى النزول عند مطالب الشعب اليمني العادلة والمحقّة».