إجراءات «بناء الثقة» ستتواصل بين صنعاء والرياض بعد نجاح عملية تبادل الأسرى
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة «سبأ» التابعة لحكومة عدن، عن آل جابر تأكيده أن «الرئاسي» أبدى «مباركته» لنتائج المفاوضات القائمة بين الرياض وصنعاء، على رغم أن هذه الأخيرة تَجري بمعزل عنه. من جهتها، أفادت مصادر مقرّبة من حكومة عدن، «الأخبار»، بأن إجراءات «بناء الثقة» ستتواصل في أعقاب نجاح عملية تبادل الأسرى التي جرت مطلع الأسبوع، مؤكّدةً استعداد الطرفَين لعقد جولة جديدة برعاية أممية الشهر المقبل، للبحث في الإفراج عن نحو 1400 أسير. وأشارت المصادر إلى أن خارطة الحلّ التي سبق لصنعاء والرياض التوافق عليها في مسقط، خضعت للتعديل خلال المفاوضات المباشرة، وأُدخلت عليها آلية مزمّنة للتنفيذ في الجانبَين الإنساني والاقتصادي. لكن وفق المعلومات، فإن بعض النقاط لا تزال عالقة، وخصوصاً في ما يتّصل بمصدر صرف المرتّبات، والذي تصرّ «أنصار الله» على أن يكون مرتبطاً بعائدات تصدير النفط والغاز، فيما تستمرّ في المقابل محاولات رهنه بالعوائد الضريبية والجمركية على سفن المشتقّات النفطية الآتية إلى ميناء الحديدة. كذلك اشترطت صنعاء خروج القوات الأجنبية من اليمن خلال فترة زمنية محددة، وإعادة الإعمار وجبر الضرر - وهو ما لا يزال محلّ خلاف أيضاً -، فيما جرى بحث النقاط المتعلّقة بوقف إطلاق النار الشامل والحلّ السياسي وحسن الجوار وتأمين الحدود.
من جانبه، أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، تفاؤله في إحراز تقدّم كبير في مسار السلام في اليمن، وقال في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن: «أعتقد أننا لم نشهد مثل هذه الفرصة الجادّة للتقدّم من أجل إنهاء النزاع خلال ثماني سنوات، لكن لا يزال من الممكن أن يتحوّل المسار ما لم تتّخذ الأطراف خطوات أكثر جرأة نحو السلام». وشدّد على أن «أيّ اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية، ويجب أن يتضمّن التزاماً قوياً من الأطراف للالتقاء والتفاوض بحسن نيّة، بعضهم مع بعض».