صنعاء | ضاعف الحصار السعودي من معاناة اليمنيين عشيّة شهر رمضان، حيث لم تستطع الكثير من الأسر تأمين احتياجاتها، في ظلّ تدنّي مستويات الدخل وارتفاع الأسعار. وممّا زاد من وقْع المعاناة، أزمة المشتقّات النفطية التي تسبّب بها «التحالف» منذ أكثر من شهرين، فضلاً عن تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية على السوق اليمنية، والتي أدّت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب تفاوتت بين 15% و25%. إزاء ذلك، وجّه «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، وزارة المالية و«الهيئة العامة للزكاة»، بالتدخّل لتخفيف معاناة عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمعدَمة. وعلى رغم إعلان الوزارة صرف نصف راتب بشكل عاجل لموظّفي الدولة وفق الإمكانيات المتاحة، وكذلك إعلان «هيئة الزكاة» صرف 20 مليار ريال يمني لمساعدة مليون أسرة فقيرة في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، إلّا أن معاناة اليمنيين تبدو أكبر من حجم التدخّلات الحكومية، خصوصاً في ظلّ تشديد الحصار، وتخلّي الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانية عن واجبها في تقديم المساعدات المنقذة لحياة مئات الآلاف من الأسر، وأيضاً فشلها في إلزام حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بصرف رواتب الموظفين في صنعاء، ونفاد مدّخرات الكثير من الأسر، ما ضيّق إلى حدّ كبير قدرتها على مواجهة ارتفاع الأسعار.
تفوق معاناة اليمنيين حجم التدخّلات الحكومية في ظلّ تشديد الحصار

وعكست الحركة التجارية لأسواق صنعاء، عشيّة شهر رمضان، التدهور الحادّ في أوضاع اليمنيين خلال الأشهر الماضية. فأسواق العاصمة القديمة والحديثة لم تودّع الركود، ولم تستقبل زوّارها كما المعتاد. ويُرجع التاجر خالد اليريمي، في حيّ شملان غرب العاصمة، تراجع مستوى الإقبال على السلع والمنتجات الرمضانية، إلى ارتفاع الأسعار هذا الموسم بشكل كبير يفوق قدرات المستهلكين الشرائية. وفي مواجهة ذلك، أغلقت وزارة الصناعة والتجارة، خلال الأيام الماضية، أكثر من 16 شركة تجارية على خلفية ضلوعها في رفع أسعار المواد الغذائية قبيل شهر رمضان، موضحة أن الارتفاعات في السوق تفوق المتغيّرات العالمية الناتجة من الحرب الروسية- الأوكرانية، مُلزِمة مستوردي المواد الغذائية من الأسواق الدولية بعدم رفع الأسعار قبل أن يتمّ احتساب كلفة المنتج النهائية من قِبَل الوزارة. كما عقدت اتّفاقاً مع كبار المستوردين من التجار، على عدم تحريك أسعار المواد الغذائية في السوق المحلّية لشهر واحد، لوقف معاناة اليمنيين.
وكان زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، دعا، خلال لقاء موسّع مع مسؤولي الدولة منتصف الأسبوع الجاري، الجهات الحكومية، إلى مواجهة المغالاة والاحتكار وضبط كلّ المتلاعبين بالأسعار، متوعّداً في الوقت نفسه «دول العدوان باستمرار عمليات كسر الحصار بقوّة، حتى يتمّ رفع الحصار عن الشعب اليمني».