تفوق معاناة اليمنيين حجم التدخّلات الحكومية في ظلّ تشديد الحصار
وعكست الحركة التجارية لأسواق صنعاء، عشيّة شهر رمضان، التدهور الحادّ في أوضاع اليمنيين خلال الأشهر الماضية. فأسواق العاصمة القديمة والحديثة لم تودّع الركود، ولم تستقبل زوّارها كما المعتاد. ويُرجع التاجر خالد اليريمي، في حيّ شملان غرب العاصمة، تراجع مستوى الإقبال على السلع والمنتجات الرمضانية، إلى ارتفاع الأسعار هذا الموسم بشكل كبير يفوق قدرات المستهلكين الشرائية. وفي مواجهة ذلك، أغلقت وزارة الصناعة والتجارة، خلال الأيام الماضية، أكثر من 16 شركة تجارية على خلفية ضلوعها في رفع أسعار المواد الغذائية قبيل شهر رمضان، موضحة أن الارتفاعات في السوق تفوق المتغيّرات العالمية الناتجة من الحرب الروسية- الأوكرانية، مُلزِمة مستوردي المواد الغذائية من الأسواق الدولية بعدم رفع الأسعار قبل أن يتمّ احتساب كلفة المنتج النهائية من قِبَل الوزارة. كما عقدت اتّفاقاً مع كبار المستوردين من التجار، على عدم تحريك أسعار المواد الغذائية في السوق المحلّية لشهر واحد، لوقف معاناة اليمنيين.
وكان زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، دعا، خلال لقاء موسّع مع مسؤولي الدولة منتصف الأسبوع الجاري، الجهات الحكومية، إلى مواجهة المغالاة والاحتكار وضبط كلّ المتلاعبين بالأسعار، متوعّداً في الوقت نفسه «دول العدوان باستمرار عمليات كسر الحصار بقوّة، حتى يتمّ رفع الحصار عن الشعب اليمني».