منح تزامن العملية النوعية على معسكر «الجلاء» في عدن، مع إطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى على منطقة الدمام شرق السعودية، التطورات العسكرية في اليمن بعداً سياسياً، وحمل رسائل عسكرية وأمنية دسمة. فرسالة الدمام (تُقدّر المسافة الفاصلة عن اليمن بأكثر من 1000 كلم) تشكل تحذيراً غير مسبوق، مع التلويح بمعادلة الصواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى، وفي نطاق جغرافي يُطال للمرة الأولى أيضاً. وهي تعني، بعد معادلة المطارات، أن صنعاء قادرة على توسيع عملياتها وإدخال المنطقة النفطية شرقاً والعاصمة الرياض، بل كل الأهداف الحيوية في البلاد والخليج عموماً، في دائرة الاستهداف.

وهو ما يمثّل استفادة من التطورات في المنطقة لمزيد من الضغط بهدف إجبار المملكة على مراجعة حربها ضد اليمن، وربما لسياستها في الصراع الإقليمي والحملة الأميركية ضد إيران، كما فعلت حليفتها الإمارات. وإذ التزمت السلطات السعودية الصمت حيال الإعلان اليمني، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أن «القوة الصاروخية أطلقت صباح اليوم (أمس) صاروخاً بالستياً متطوراً بعيد المدى باتجاه هدف عسكري هام في العمق السعودي بالدمام، في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية». ومن المقرر أن يعقد سريع اليوم مؤتمراً صحافياً للحديث عن عمليتي الدمام وعدن، يكشف فيه تفاصيل الصاروخين المستخدمين ويعرض صوراً للعمليتين.