يرى محللون أن نظام البشير لم يحفظ لجنوده كرامتهم وحقوقهم
وما يعزّز تلك الرؤية أنه لم تكد تمرّ 48 ساعة على إعلان مؤسسة الرئاسة الاستمرار في المشاركة في حرب اليمن، حتى علت أصوات من داخل الحزب الحاكم بتأييد القرار والتشجيع عليه. وهو ما فعله رئيس القطاع السياسي لـ«حزب المؤتمر الوطني»، عبد الرحمن الخضر، الذي شدد على أن «المنطلق الرئيسي (في المشاركة) منطلق استراتيجي في المقام الأول، لذا لا بد أن تكون الرؤية الاستراتيجية سابقة ومتقدمة على أي رؤية عاطفية». لكن في المقابل، ظلّت القوى المعارِضة على موقفها المطالِب بسحب الجنود السودانيين من اليمن، والرافض لأي تنازل في هذا الإطار. في مقدم تلك القوى تأتي كتلة «التغيير» البرلمانية التي يرأسها أبو القاسم برطم. ويؤكد برطم، في حديث إلى «الأخبار»، «(أننا) لن نيأس، وسنظلّ نطالب بإعادة القوات السودانية إلى أرض الوطن»، مضيفاً: «(أننا) سنطالب باستدعاء وزير الدفاع في البرلمان على رغم علمنا بأن الغالبية الميكانيكية يسطر عليها الحزب الحاكم – المؤتمر الوطني – وبعض الأحزاب الصغيرة التابعة، إلا أننا سنطالب بإلغاء القرار الرئاسي لمخالفته الدستور»، مُذكِّراً بأن «استمرار بقاء القوات السودانية في اليمن هو تأكيد لعدم احترام القانون وخرق للدستور».
من جهته، يرى المحلل السياسي، حاج حمد، أن «ملف المشاركة في حرب اليمن لم تتم إدارته بصورة صحيحة، تحفظ للجندي السوداني كرامته وحقوقه». ويوضح حمد أنه «كان من الأجدى التفاوض مع دول التحالف قبل اتخاذ قرار فردي بالمشاركة في الحرب، وأن يتم طرح الأمر بصورة علنية أمام البرلمان وأمام الشعب، وبالتالي تكون الحكومة قد احترمت سيادتها الوطنية وحفظت للجنود حقوقهم»، لافتاً في حديث إلى «الأخبار» إلى أن «السودان وجد نفسه متورطاً في حرب مع دول تفتقر للإرادة السياسية وتدار من الخارج»، مضيفاً أن «حرب اليمن استغلتها الولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على الممرات المائية الدولية»، وأن «دول الخليج تنظر لمشاركة السودان على أنها جزء من محاولة النظام تسويق نفسه لتعزيز مواقفه التفاوضية مع واشنطن». ويرى حمد، كذلك، أن تلويح النظام بتعليق المشاركة نتيجة عدم إيفاء دول الخليج بالتزاماتها المادية هو «قصر نظر آخر؛ إذ كان من الأوفق للنظام أن يتواصل مع الولايات المتحدة مباشرة، لتضغط على حلفائها في دول الخليج للإيفاء بالتزاماتهم تجاه الخرطوم، فوجود القوات السودانية مؤثر جداً في الحرب السعودية في اليمن».