أكّد مصدر يمني، لـ«الأخبار»، أن القوات اليمنية استهدفت أمس ناقلة نفط سعودية في مياه البحر الأحمر، أثناء إبحارها باتجاه ميناء سعودي قبالة المياه الإقليمية لليمن. وقال المصدر إن ناقلة النفط تم ضربها منتصف النهار، على يد قوة يمنية متخصصة، بـ«سلاح مناسب» في عرض البحر «وأثناء وجودها داخل المياه الدولية، الواقعة قبالة المياه الإقليمية اليمنية المواجهة لمدينة الحديدة الساحلية»، غربي اليمن، مؤكداً إصابة صاروخ أرض ــ بحر السفينة المستهدفة ونجاح العملية.وكشف المصدر المطّلع أن القوات البحرية اليمنية تملك سلاحاً بحرياً قادراً على الوصول «حتى إلى القرن الأفريقي»، محذراً كل السفن التابعة للدول المنضوية في «التحالف» السعودي من أنه «من الآن فصاعداً ليس لهم أمان في البحر (الأحمر)، حتى لو كانوا قبالة موانئ القرن الأفريقي»، وأن الأيام المقبلة «حبلى بالمفاجآت في كل المجالات: براً وبحراً وجواً»، مضيفاً «العالم ساكت وخانع للمال السعودي، وعلى هؤلاء دفع الثمن في البحر، فلن نموت جوعاً والعالم شبع».
وإذ تسلّط العملية مرة أخرى الضوء على القدرات التسليحية للقوة البحرية اليمنية، بعد عمليات مماثلة استهدفت بوارج حربية لـ«التحالف»، تحفّظ المصدر على ذكر نوعية سلاح الأرض ــ بحر الذي استخدمته القوات في الهجوم والمسافة التي أطلق منها، في حين أكد أن الصاروخ أطلق من الساحل وأصاب السفينة خارج المياه الإقليمية. وأكد أن العملية تحمل رسالة تحذيرية لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية ضد اليمن. وبحسب المصدر، تريد صنعاء تحذير السعوديين والإماراتيين من الهجوم الذي يجري الإعداد له على الحديدة ومينائها والمناطق المحيطة بها في الساحل، وهي الشريان الحيوي شبه الوحيد للمدنيين، حيث تأتي عبر ميناء الحديدة النسبة الأكبر من المواد الأساسية. وذلك إثر التصعيد الذي شهدته منطقة الحديدة في الساعات الأخيرة عبر المجزرة التي ارتكبتها طائرات «التحالف» بحق مخيم للنازحين في محافظة الحديدة، وقضى فيها 14 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وجرح 12 آخرون.
صنعاء: قادرون على الوصول «حتى إلى القرن الأفريقي»


ووضع المصدر العملية في إطار «الانتقام لدماء المدنيين» في مجزرة الحديدة، والتذكير بـ«معادلة الردع» التي أعلنت عنها القوات اليمنية و«أنصار الله»، قبل أسابيع، بشأن الحديدة. حيث كان قائد حركة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، قد هدّد «التحالف»، في معرض تحذيره من التصعيد في البحر الأحمر والحديدة، قائلاً: «يمكن لنا أن نستهدف السفن النفطية السعودية»، مضيفاً: «نحن نمتلك القدرة على أن نضرب، ليس في باب المندب... بل في أي منطقة من البحر الأحمر في مستوى ما هو بمحاذاة الساحل اليمني وصولاً إلى الساحل السعودي». وتعدّ العملية الأولى من نوعها، لجهة استهدافها سفينة سعودية غير عسكرية، لتدشّن القوات اليمنية بذلك معادلة جديدة مع دخول الحرب على اليمن عامها الرابع، تؤكد بها أن تكلفة العدوان تزداد يوماً بعد آخر، على عكس ما كانت ترجوه الرياض وأبو ظبي.
وفي الوقت الذي لم يخرج فيه تصريح رسمي من صنعاء بشأن العملية، اعترف المتحدث باسم تحالف العدوان، تركي المالكي، بالهجوم، مؤكداً أنه «بتمام الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم (أمس الثلاثاء)، تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم حوثي إيراني بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران». وقال المالكي إن «محاولة الهجوم باءت بالفشل بعد تدخل إحدى سفن القوات البحرية للتحالف، وتنفيذ عملية التدخل السريع، وقد نتج من ذلك الهجوم تعرض الناقلة لإصابة طفيفة غير مؤثرة، واستكملت خطها الملاحي والإبحار شمالاً، ترافقها إحدى سفن التحالف البحرية».
وكرر المتحدث السعودي محاولات حكومته استهداف ميناء الحديدة واستغلال الحرب لتشديد الحصار على اليمن، من خلال اعتبار ما وصفه بـ«الهجوم الإرهابي» يشكل «تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، ما قد يتسبب أيضاً بأضرار بيئية واقتصادية، وأن استمرار هذه المحاولات يبرز خطر هذه الميليشيات ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الإرهابية، وكذلك تهريب الصواريخ والأسلحة». وطالب المالكي بوضع ميناء الحديدة «تحت الرقابة الدولية، ومنع استخدامه كقاعدة عسكرية لانطلاق الهجمات ضد خطوط الملاحة».
وتترافق العملية مع سلسلة عمليات نوعية تنفذها القوات اليمنية منذ حلول الذكرى الثالثة للحرب، كان أبرزها ملاحقة طائرتين إماراتيتين في أجواء العاصمة صنعاء بسلاح أرض ــ جو، وهجمات بالصواريخ البالستية، بلغ عددها عشر ضربات، على العاصمة السعودية الرياض وأهداف داخل الأراضي السعودية، آخرها ضرب معسكر الجربة السعودي في ظهران الجنوب بمحافظة عسير السعودية بصاروخ باليستي من نوع «بدر 1»، وقبلها صاروخ من النوع نفسه على شركة «آرامكو» النفطية في منطقة جيزان. صواريخ كان رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، صالح الصماد، قد أكد قبل يومين أن بعضاً منها بات ينتج محلياً «من الألف إلى الياء»، إلى جانب تطوير المخزون الصاروخي القديم.