ردّ مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش بشكل عنيف على انتقادات وجّهها اللاعب الألماني السابق يورغن كلينسمان للمنتخب، داعياً إلى إقالة «كلينسمان» من اللجنة الفنية للاتحاد الدولي (فيفا)، فيما عاد الاتحاد الإيراني للعبة إلى فضيحة مونديال 1982 للردّ عليه.وانتقد كلينسمان، العضو في مجموعة الدراسة الفنية لفيفا والمكوّنة من سبعة أعضاء وتقوم بتحليل كأس العالم المقامة حالياً في قطر، تصرّفات الإيرانيين خلال الفوز المتأخر على ويلز (2-صفر) يوم الجمعة الفائت ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتحدّث المدرب السابق لمنتخبَي ألمانيا والولايات المتحدة في تحليل فني لشبكة «بي بي سي» عن سلسلة من الأخطاء وعن سلوك الجهاز الفني الإيراني أثناء المباراة، معتبراً أن ذلك كان جزءاً من إستراتيجية مدروسة لجعل الخصم «يفقد تركيزه». وقال كلينسمان إن ما حصل «ليس بالصدفة. هذا كله عمداً. هذا جزء من ثقافتهم، هكذا يلعبون. ينهكون الحكم. لقد شاهدت مقعد البدلاء (اللاعبين الاحتياط وطواقم الفريق) يقفزون دائماً ويزعجون مساعد الحكم والحكم الرابع إلى جانب الملعب».
ولم يمر ما أدلى ابن الـ58 عاماً مرور الكرام عند كيروش الذي وصف ما صدر عن الهداف السابق لإنتر الإيطالي وموناكو وبايرن ميونيخ وتوتنهام الإنكليزي بـ«العار على كرة القدم».
وكتب كيروش في سلسلة من التغريدات على تويتر: «على الرغم من أنك لا تعرفني شخصياً، أنت تشكك في شخصيتي بحُكم نمطي متحامل ينمّ عن فوقية». وتابع: «بغض النظر عن مدى احترامي لما فعلته داخل الملعب، فإن هذه التصريحات حول ثقافة إيران والمنتخب الإيراني واللاعبين هي وصمة عار على كرة القدم»، مشدداً «لا يمكن لأحد أن يمس بنزاهتنا...».
ودعا المدرب السابق لمنتخب البرتغال كلينسمان لزيارة مقر معسكر المنتخب الإيراني في مونديال قطر «للاستماع إلى مدى حبهم واحترامهم لكرة القدم» على الرغم من الانتقادات «الشائنة». لكنه اشترط استقالة الألماني من منصبه في فيفا كي يكون مرحّباً به بين اللاعبين الإيرانيين، متوجهاً إلى كلينسمان بالقول «نريد أن نتابع باهتمام كامل قرار فيفا بشأن منصبك كعضو في مجموعة الدراسة الفنية لقطر 2022. لأنه من البديهي أن نتوقع منك الاستقالة قبل أن تزور معسكرنا».
كما دخل الاتحاد الإيراني لكرة القدم على الخط، مطالباً باستقالة كلينسمان، قائلاً في بيان له اليوم الأحد: «إلى جانب العديد من الاعتبارات المؤسفة في ما يتعلق بالمنتخب الوطني الإيراني وطاقمه، أصدر السيد كلينسمان أحكاماً بشأن الثقافة الإيرانية»، مضيفاً «تقدّم الاتحاد الإيراني لكرة القدم بالفعل بطلب إيضاحات من فيفا وباعتذارات وإقالة السيد كلينسمان من مجموعة الدراسات الفنية في فيفا». وتابع الاتحاد أن «كلينسمان، بصفته ألمانياً، لن يُحكم عليه في أكثر الأحداث المخزية في تاريخ كأس العالم. عندما رتبت ألمانيا الغربية والنمسا نتيجة» في مونديال 1982 على حساب الجزائر من أجل أن يتأهّلا معاً إلى الدور الثاني بفوز الأولى (1-صفر)، ولا على «سقطاته الاستعراضية الشهيرة» في منطقة جزاء الخصم ولا على «أي مسألة سياسية أو تاريخية مرتبطة ببلاده».
وبعد الخسارة القاسية أمام إنكلترا (2-6) في الجولة الافتتاحية، عاد المنتخب الإيراني إلى المنافسة على إحدى بطاقتَي المجموعة بالفوز على ويلز بهدفين سجلهما في الوقت بدل الضائع.
ويستعدّ المنتخب الإيراني إلى خوض مواجهة حاسمة مع الولايات المتحدة يوم الثلاثاء. وسيكون الفوز مفتاح تأهل الإيرانيين إلى ثمن النهائي لأول مرة في تاريخهم بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين إنكلترا وجارتها ويلز.