أخيراً، وبعد انتظار تسعة مباريات في بطولة كأس العالم، حقق المنتخب السعودي أوّل انتصار «عربي» في المونديال. وللأسف الشديد، حدث ذلك أمام فريق «عربي» آخر. في معطيات المباراة، لم يستطع المنتخب المصري مجاراة اللعب السعودي و«الأداء» والاستحواذ من قبل المنتخب الأخضر، على رغم مشاركة أفضل لاعب مصري محمد صلاح كأساسي. شوط أوّل كان عنوانه «الندية» وحب الفوز من كلا المنتخبين، إلاّ أن السعوديين كان لهم الإصرار الأكبر عبر سيطرتهم على الكرة، وعدم تمكّن رجال المدرب هيكتور كوبر من فرض طريقة لعبهم. اقتصرت محاولات منتخب «الفراعنة» على بعض المرتدات حاول من خلالها كل من محمد صلاح ومحمود «تريزيغيه» من ترجمتها إلى أهداف. استحواذ سعودي لم يشكّل خطورة على مرمى الحارس المصري عصام الحضري. الحدث الإيجابي في الموضوع، هو أن الأخير أصبح جزءاً من صفحات تاريخ كأس العالم. فمع مشاركته، أصبح الحضري أكبر لاعب يشارك في نهائيات كأس العالم بعمر 45 سنة و161 يوماً. ولم لا، ليفرح العرب بهذا الرقّم في البطولة الروسية بعدما خرجوا جميعهم بخُفي حُنين. بدوره، لم يخرج «أبو صلاح» خالي الوفاض، إذ استثمر أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الموسم الماضي وهدّاف الدوري تمريرة مميّزة من صانع ألعاب المنتخب المصري عبدلله السعيد، ليسقطها فوق الحارس السعودي ياسر المسيلم ويعمّق جراح اللاعب المصري السابق مجدي عبد الغني. لم يحتفل «الملك المصري» كما يلقّبوه في إنكلترا بهدفه، بل اكتفى بتقبّل التهاني من زملائه الذين التفوا حوله.
لم يخرج «أبو صلاح» خالي الوفاض إذ سجّل هدفه الثاني في البطولة(أ ف ب )

واحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لمصلحة المنتخب السعودي بعد أن لمست الكرة يد الظهير الأيمن المصري أحمد فتحي. هنا كان عصام الحضري على موعد جديد مع التاريخ. تصدّى «الكبير» الحضري لركلة الجزاء التي نفّذها «البومبر» فهد المولد كما يلقّبه السعوديون، إلاّ أن هذا «البومبر» عجز عن اختراق الدرع الذي يحمي مرمى المنتخب المصري: تألق «السد العالي». لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد في الشوط الأوّل. احتسبت ركلة جزاء ثانية من الحكم فيلمار رولدان لمصلحة «الأخضر». ولأوّل مرّة في المونديال، يرفض الحكم السماع للحكّام الموجودين في الغرفة المخصصة لتقنية الـ«VAR» ويصر على قراره ويحتسب ركلة الجزاء التي سجّلها بنجاح هذه المرة لاعب خط الوسط السعودي المتميّز سلمان الفرج.
استمر التحفظ الهجومي من قبل المدرب هيكتو كوبر، وقابله ضغط سعودي دام طوال الشوط الثاني. أداء لم يكن لأي من الجمهور المصري ليتوقّعه من المصريين. كان الأداء باهتاً والتمريرات غير مركّزة، واحتشد المصريون في الخطوط الخلفية. ربّما كان كوبر محقاً في طريقته، إذ بعد إجراء المدرب الأرجنتيني لتبديل كان ينتظره جميع المصريين عبر إقحام اللاعب «كهربا»، كان الأخير قريباً جداً من تسجيل الهدف الثاني لمصر، لولا الرعونة في تسديد الكرة وتصدي الحارس السعودي لها. الشعبان المصري والسعودي كانا على موعد مع أكثر المباريات «مللاً» في العشرين دقيقة الأخيرة. توغّل لاعب فياريال الإسباني سالم الدوسري بين دفاع المنتخب المصري وسجّل الهدف «القاتل» للمصريين عند الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة (94)، لينتهي اللقاء بفوز المنتخب السعودي وخسارة مستحقة لصلاح «غير الجاهز» نفسياً وبدنياً.