أحدث المنتخب المكسيكي المفاجأة الأولى والكبرى في بطولة كأس العالم روسيا 2018، بعد أن فاز على المنتخب الألماني بهدف نظيف، لم يستطع «الألمان» تعويضه. بدأت المباراة على نحوٍ لم يتوقعه أحد بهجوم ضارب من قبل المنتخب المكسيكي، وهجمات مرتدّة أتعبت «الدفاعات» الألمانية. واستمر شوط المباراة الأول على هذا النهج بهجمات ألمانية وأخرى مرتدّة من المكسيكيين حتى وصلت المباراة إلى الدقيقة 35، حين هرب المهاجم خافيير هيرنانديز «تشيشاريتو» مستغلاً هفوة دفاعية ألمانية، ومرر الكرة إلى زميله إيرفينغ لوزانو نجم «بي أس في أيندهوفين» الهولندي (نال جائزة أفضل لاعب في المباراة)، الذي بدوره لم يتعنّ عن مراوغته للمدافع كيميتش وتسديد الكرة على يمين الحارس مانويل نوير. كان بإمكان الحارس العائد من الإصابة التصدّي للكرة لكنها كانت أسرع من يده «الحديدية». هكذا، سجّل لوزانو الهدف الأول للمنتخب الأخضر، ومن يعلم ربّما لو كان حارس مرمى برشلونة العملاق تير شتيغين لكان قد تصدّى لها. وبعد المباراة، شكل الهدف مادةً للسجالات، حيث ذكّر كثير من المتابعين، بخيار يواكيم لوف باشراك نوير على حساب تير شتيغن.لم يتوقف الأمر عند هذا الحد. حاول المكسيكيون في أكثر من مرّة لتسجيل الهدف الثاني في مرمى نوير، إلاّ أن عدم تركيز مهاجم ويست هام السابق تشيشاريتو والتعب الواضح الذي عانى منه اللاعب كارلوس فيلا لم يسمحا بأن يتقدم منتخب «التاكو والسالسا» بهدف ثان يقضي على طموحات «المانشافت». بدأ التوتّر يظهر على معالم وجه المدرب الألماني يواكيم لوف في الشوط الثاني. توتر انعكست معالمه على أداء منتخب بلاده الذي لم يجد الحلول على رغم وجود أبرز أسمائه التي «يحبّذها» على أرضية الملعب (طوني كروسي، مسعود أوزيل، توماس مولر، سامي خضيرة). حاول المدرّب أن يغير بعض اللاعبين وإدخال دماء جديدة لعلّ الحل يأتي معها، عبر إخراج سامي خضيرة صاحب الأداء «السّيئ» وإدخال ماركو رويس. لكن هذا الأمر لم يجد نفعاً بوجود دفاع مكسيكي صلب حدّ من جميع المحاولات الألمانية.
حاول المدرّب أن يغير بعض اللاعبين وإدخال دماء جديدة(أ ف ب )

وهنا يمكن انتقاد المدرب يواكيم لوف لإصراره على توماس مولر اللاعب الذي لم يقدّم شيئاً في المباراة. إضافة إلى عدم استدعائه لأفضل لاعب شاب في الدوري الإنكليزي المميّز ليروا سانيه نجم مانشستر سيتي والذي يرى الكثيرون بأن بمثل هكذا نوع من المباريات والتي تحتاج إلى سرعة، افتقد المنتخب الألماني النجم ذا الأصول السنيغالية. في أحداث المباراة، حاول لاعب المنتخب المكسيكي أيضاً ذو الأصول اللبنانية ميغيل لايون في أكثر من مرّة حيث سدد أكثر من مرّة ولكن محاولاته لم تنجح باختراق الشباك الألمانية.
في أية حال، استمرّت المباراة على حالها، واستمر الضغط الألماني الذي اعتدنا عليه وعدم استسلامهم للنتيجة التي نزلت كالصاعقة على المشجعين الألمان، إلاّ أن مقولة «المستحيل ليس ألمانياً» لم تلوح فوق سماء ملعب لوزنيكي. فرغ دخول جوليان براندت وماريو غوميز، لم يسطع الألمان من الوصول إلى مبتغاهم وتحقيق التعادل الذي بدوره لو تحقق ستبقى نتيجة مفاجئة للمحللين وللألمان وليواكيم لوف.
إذاً، شهدت المباراة أداء جيدّاً من لاعب خط وسط المكسيك ونجم بورتو البرتغالي هيكتور هيريرا الذي لم يتوقّف عن الجري طوال 90 دقيقة. أثمرت جهود هيريرا بأن يكون هناك توازن في الدفاع والهجوم والترابط الواضح الذي شاهدناه بين الخطوط. إضافة إلى ذلك، فمع دخول خافيير ماركيز «الكبير» (39 سنة) أصبح إلى جانب كل من لوتر ماتيوس الألماني ومواطنه كابرخال أكثر من شارك في بطولات كأس العالم (خمسة كؤوس عالم).
عند الدقيقة 93 من المباراة، أعلن الحكم نهاية اللقاء، وربّما نهاية المحاولات الألمانية للحفاظ على اللقب. فالأداء الذي قدّمته «الماكينات منتهية الصلاحية» في المباراة لا تبشر خيراً وربّما تكون المفاجأة أكبر من ذلك، مفاجأة إقصاء بطل العالم وخروجه من الدور الأول، دور المجموعات.