في أعقاب إعلان إيران، رسمياً، وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والمسؤولين المرافقين لهما، جرّاء سقوط مروحيتهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد، سارعت عددٌ من الدول وحركات المقاومة إلى تقديم التعازي وإعلان تضامنها مع الجمهورية الإسلامية حكومةً وشعباً، فيما اكتفت الولايات المتحدة بالإعلان، في أعقاب الحادث، أنها تراقبه «عن كثب»، وأنه تمت «إحاطة» الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالخبر، فيما نفى مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات غير رسمية، «أي دور لإسرائيل في سقوط الطائرة». وقالت الخارجية الأميركية، مساء أمس، إن الحادثة «لن تغير موقف الولايات المتحدة الأساسي تجاه إيران»، مقرّةً بمواصلة «إنفاذ نظام عقوباتنا بالكامل بما في ذلك على الطائرات التي تستخدمها الحكومة الإيرانية». ومن جهته، زعم «البيت الأبيض»، على لسان جون كيربي، أن يد رئيسي «ملطخة بالكثير من الدماء»، مشيراً إلى أنه «كما هو الحال في أي حالة أخرى، فإننا بالتأكيد نأسف بشكل عام للخسارة في الأرواح، ونقدم تعازينا الرسمية حسب الاقتضاء».وفي لبنان، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس، «الحداد الرسمي ثلاثة أيام على وفاة الرئيس الإيراني»، كما تقدم حزب الله «بأحر التعازي ومشاعر المواساة» إلى إيران، قائلاً في بيان: «لقد عرفنا سماحة الرئيس الشهيد عن قرب منذ زمن طويل، فكان لنا أخاً كبيراً ‏وسنداً قوياً ومدافعاً ‏صلباً عن قضايانا وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القدس وفلسطين ‏وحامياً لحركات المقاومة ومجاهديها ‏في جميع مواقع المسؤولية التي تولّاها». وجاء في البيان كذلك أنّ «الشهيد الدكتور حسين أمير عبد اللهيان كان محباً لحركات المقاومة ‏ومتفانياً في نصرتها ودعمها».
بدورها، تقدّمت حركة «حماس» «بخالص التعزية» إلى القيادة والشعب الإيرانييَن، لافتةً إلى أنّ «الحادث الأليم أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية التي كانت لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، ومواقف مشرّفة في دعم قضيّتنا الفلسطينية، ومساندة نضال شعبنا المشروع ضدّ الكيان الصهيوني»، ومثمّنةً الجهود التي بذلها المسؤولون لإسناد «أهلنا في قطاع غزَّة الصامد في ظل معركة (طوفان الأقصى)، وسعيهم وجهدهم السياسي والديبلوماسي المكثف لوقف العدوان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني». كذلك، قدم الرئيس السوري، بشار الأسد، تعازيه لطهران، معتبراً أنّ «إخلاص الرئيس رئيسي في عمله وأداء مسؤولياته حمله إلى محافظة أذربيجان الشرقية لافتتاح مشروع حيوي لبلاده ليرتقي شهيداً فداء الواجب»، لافتاً إلى أنّ دمشق عملت «مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الإستراتيجية التي تربط سوريا وإيران مزدهرة على الدوام». كما أعلنت الحكومة السورية الحداد الرسمي لثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في أنحاء البلاد كافة. ومن جهتهما، بعث الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، ببرقيتي عزاء إلى رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة في إيران، محمد مخبر.
أمّا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، فرأى أنّ خبر الوفاة المأساوي هو بمثابة «خسارة كبيرة للشعب الإيراني». كما أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري، أنّ «الشعب الصيني فقد صديقاً جيداً». وفي طهران، نكّست السفارة الروسية الأعلام حداداً على وفاة القادة الإيرانيين، فيما تقدم الرئيس الروسي بتعازيه، وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ رئيسي وعبد اللهيان كانا «صديقين حقيقيين وموثوقين لبلدنا». وقال أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، بدوره، إن بلاده «مستعدة لتقديم المساعدة في التحقيق الذي تجريه إيران لمعرفة سبب حادثة تحطم الهليكوبتر». ورأت الخارجية البيلاروسية، من جهتها، أنّ الحادثة لم تكن «خسارة للمجتمع الإيراني فقط، بل إنّ أصدقاء بيلاروسيا الحقيقيين قد رحلوا». كذلك، تقدمت كل من مصر والإمارات وقطر وتركيا والعراق «ومجلس التعاون الخليجي» وماليزيا «والاتحاد الأوروبي»، وغيرها من الدول والمنظمات بتعازيها إلى إيران شعباً وحكومةً. وإذ نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّه «لا ضلوع لإسرائيل في مقتل الرئيس الإيراني»، فلم تصدر بعد أي مواقف إسرائيلية رسمية حول الحادثة. إلا أنّ عضو «الكنيست» المعارض، أفيغدور ليبرمان، رأى، في مقابلة مع موقع إسرائيلي، أنّه لا يتوقع أن «يحصل أي تغيير في سياسات إيران في المنطقة بعد وفاة رئيسي»، وأنّ الحادثة لن تؤثر على «موقف إسرائيل تجاه إيران» أيضاً. وفي وقت سابق، وأثناء جهود البحث عن الطائرة التي كانت تقل الرئيس ومرافقيه، أعلنت «هيئة الطوارئ التركية» (آفاد) أنّ إيران طلبت عبر وزارة الخارجية التركية مروحية بحث وإنقاذ للرؤية الليلية، لافتةً إلى أنّ 32 من أفراد البحث والإنقاذ من متسلّقي الجبال، و6 مركبات من مديريتي فان وأرضروم الإقليميتين، انطلقوا إلى منطقة الحادث في إيران، جنباً إلى جنب إعلان «الهلال الأحمر العراقي» تجهيز 10 فرق بحث وإنقاذ مكونة من 50 شخصاً، بغية إرسالها جواً إلى إيران لمساعدة «الهلال الأحمر الإيراني». ونزولاً عند طلب إيران، أعلن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات تفعيل خدمة خرائط الاستجابة السريعة للمساعدة في تحديد مكان الرئيس الإيراني وسائر المسؤولين.