ردود الفعل
وكردّ فعل على زيارة بلينكن لسيول، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى في اتجاه البحر الشرقي، في تجارب هي الأولى لبيونغ يانغ منذ نحو شهر تقريباً. وأكدت وزارة الدفاع اليابانية، بدورها، أنّ بيونغ يانغ «أطلقت 3 صواريخ؛ اثنان معاً عند الساعة 7:44 صباحاً، والآخر بعد نحو 37 دقيقة»، فيما قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، أمام جلسة برلمانية، إن الصواريخ سقطت في المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، وكلها خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، لافتاً إلى أنّه لم يتم التبليغ عن أي أضرار أو إصابات.
في أعقاب القمة الأخيرة، حذّر مراقبون من أنّ المشروع الذي أطلقه بايدن بات مهدداً بـ«الانهيار»
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن القمة المشار إليها تستخدم الديموقراطية «كأداة وسلاح» لرسم خطوط وفرض تقسيم على أساس الأيديولوجيات، مؤكداً أنّ الصين تعارض بشدة دعوة سيول لتايبيه لحضور القمة. وأردف: «تحث الصين الجانب الكوري الجنوبي بقوة على الالتزام بمبدأ (الصين الواحدة)، والامتناع عن توفير منصة لقوات استقلال تايوان». كما نقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية عن مراقبين صينيين وصفهم لهذه القمة بـ«العرض التهريجي»، الذي عكس «الإفلاس الأميركي» في عيون دول العالم، واعتبارهم أنّ القرار بجعل كوريا الجنوبية تستضيف الحدث هذا العام يخدم «هدف بايدن المتمثل في تعزيز المنافسة الاستراتيجية التي تستهدف الصين».
نهاية «القمة»؟
وفي أعقاب القمة الأخيرة، حذّر مراقبون من أنّ «المشروع الذي أطلقه بايدن بات مهدداً بالانهيار»، وذلك لأسباب عدة، أبرزها «ازدواجية معايير» الولايات المتحدة في اختيار الدول المشاركة؛ فعلى سبيل المثال، تحدثت وسائل إعلام غربية عن أنّ واشنطن دعت «الأنظمة الاستبدادية المقربة منها، مثل الكونغو وبنغلادش وباكستان» إلى الحضور، فيما استثنت دولاً أخرى تصنف نفسها «ديموقراطية»، كتركيا. بمعنى آخر، فإنّ مثل هذا الحدث أصبح يزيد الانقسام بدلاً من توحيد الدول حول سياسة الإدارة الأميركية، في وقت لا يعدّ فيه مبدأ «تصدير الديموقراطية»، أولوية في السياسة الخارجية بالنسبة إلى الرأي العام الأميركي. كما بات معروفاً أنّ الدعم الأميركي للمجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة أدى إلى ضرب السردية التي سعت القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى بثّها حول الحرب الروسية – الأوكرانية، ومحاولة تصوير الأخيرة على أنها صراع بين قوة «استبدادية» وأخرى تجسّد «ديموقراطية الغرب». وفي السياق، تقرّ المسؤولة المساعدة في تنسيق «مؤتمر القمة العالمي الثالث من أجل الديموقراطية» في سيول، سوك جونغ لي، في حديث إلى شبكة «سويس إنفو» السويسرية، بأنّ «الطاقة والدينامية التي كانت موجودة في البداية خلال (مؤتمر القمة من أجل الديمقراطية) قد تبخرت». وتتابع: «لا نعرف ما إذا كانت هذه القمة ستستمر بعد عامها الثالث، إذ يبدو الفتور واضحاً لدى العديد من الدول المشاركة».