أعلنت كوريا الشمالية، اليوم، أنها حاولت إطلاق «قمر استطلاع اصطناعي عسكري»، مشيرةً إلى أنّه «تحطم في البحر»، بعدما دفع السلطات اليابانية إلى إطلاق إنذار، والسلطات الكورية الجنوبية إلى إصدار أمر بإخلاء بعض المناطق. ويرى مراقبون أن نجاح هذه المحاولة أو فشلها ليسا أكثر أهمية من الرسائل التي تريد بيونغ يانغ إيصالها إلى واشنطن وحلفائها في المنطقة، لاسيما في خضمّ الارتفاع الجديد في مستوى التوتّر في منطقة المحيط الهادئ.وتعقيباً على التجربة، قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «الصاروخ الفضائي الجديد (تشيوليما-1) تحطّم في البحر الغربي»، الاسم الكوري للبحر الأصفر، مفسّرةً ذلك «بتراجع في قوة الدفع بسبب خلل في بدء عمل محرّك الطبقة الثانية، بعد انفصالها عن الطبقة الأولى خلال تحليق طبيعي»، فيما كان الجيش الكوري الجنوبي قد أعلن أن «المقذوف (الكوري الشمالي) اختفى من على شاشات الرادار، قبل أن يصل إلى نقطة سقوطه المتوقّعة».

«حالة ارتباك»
وأدت عملية الإطلاق إلى حالة ارتباك وخوف في اليابان وكوريا الجنوبية، في ساعة مبكرة من الصباح. إذ أُطلقت صفّارات الإنذار في سيول، مُرفقةً بتحذير من «حالة طارئة حرجة» أرسلته بلدية العاصمة، مع رنين عالٍ على جميع الهواتف المحمولة في المدينة. إلا أنّه لاحقاً، أُلغيت حالة الإنذار التي دُعي بموجبها السكّان إلى الاستعداد لعملية إجلاء تبدأ «بالأطفال والمسنين أولاً»، وذلك بعدما تحدّثت وزارة الداخلية عن حصول «خطأ»، وأكد الجيش الكوري الجنوبي، بدوره، أن المقذوف لم يهدّد سيول في أي وقت، بحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».
أمّا في اليابان، فأُطلق إنذار يحذّر من صاروخ في مقاطعة أوكيناوا اليابانية (جنوب) أيضاً، ويدعو السكّان إلى الاحتماء، قبل أن ترفعه الحكومة بعد ثلاثين دقيقة.
من جهته، دان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، آدم هودج، عملية الإطلاق التي استُخدمت فيها «تكنولوجيا الصواريخ الباليستية»، و«يمكن أن تؤدّي إلى زعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة وخارجها». كما دانت طوكيو، «بشدّة»، العملية، معتبرةً إيّاها «انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي».
إلّا أن بيونغ يانغ تعتبر أن مثل هذه الإجراءات هي بمثابة ردّ ضروري على استفزازات واشنطن وحلفائها في المنطقة، فيما عزّزت التدريبات العسكرية المشتركة بالذخيرة الحيّة، والأكبر على الإطلاق، بين سيول وواشنطن، والتي بدأت الخميس الماضي على مسافة 25 كيلومتراً فقط جنوب الحدود بين الكوريتَين، الموقف الكوري الشمالي.

«أهداف أبعد»
ولم تنته مخاوف بعض المراقبين مع انتهاء التجربة الكورية الشمالية، إذ أشاروا إلى خطوات «أكبر» قد تُقدم عليها بيونغ يانغ مستقبلاً. وفي هذا الإطار، قال المحلّل السابق في وكالة المخابرات المركزية في سيول، سو كيم، لوكالة «فرانس برس»، إن «أهداف كيم جونغ أون لا تتوقف عند هذا الحدّ»، مشيراً إلى أن هذه العملية الأخيرة قد تنذر «باستفزازات أكبر، بما في ذلك التجربة النووية التي نتكهّن بها منذ فترة طويلة»، على حدّ قوله. بدوره، رأى الأستاذ في جامعة «أوها» في سيول، ليف إيريك إيسلي، أن نجاح هذه المهمّة «أقلّ أهمية من قدرة بيونغ يانغ على بناء خطاب دعائي وخطاب ديبلوماسي جديد حول قدراتها الفضائية».