تتنافس 40 لائحة انتخابية في السباق الإسرائيلي الذي يُفتتح اليوم، والذي يُعدّ الخامس في أقلّ من أربعة أعوام. ومثلما كانت الحال في الانتخابات الأربعة الأخيرة، تبدو الكتلتان المتنافستان، اليمين والأحزاب «الحريدية» برئاسة بنيامين نتنياهو من جهة، والائتلاف الحالي برئاسة يائير لابيد من جهة أخرى، شبه متعادلتَين. وإذ يُرجَّح فوز معسكر نتنياهو، المتجانس نسبياً، بالعدد الأكبر من المقاعد، فإن ثمّة شكوكاً حول حيازته الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، بفارق مقعد أو اثنين، وهو ما يظلّ مبهَماً حتى موعد إعلان النتائج الرسمية. في المقابل، يقود لابيد معسكراً هجيناً من اليمين والوسط واليسار، وكذلك من ممثّلي فلسطينيّي عام 1948، تَجمع مكوّناته خصومة نتنياهو، فيما لا يقين إزاء تمكّن عدد منها من الوصول إلى «الكنيست». إذ يتأرجح حزب «ميرتس» اليساري، وأيضاً حزب «العمل»، و«التجمع الوطني الديموقراطي»، و«البيت اليهودي»، بين الفوز والسقوط، الأمر الذي يزيد من الضبابية المحيطة بمصير الائتلاف الحالي. والجدير ذكره، هنا، أن نسبة الحسم (العتبة الانتخابية) للدخول إلى البرلمان هي 3.25 في المئة من عدد المقترعين الذين أدلوا بأصواتهم، وفي حال تجاوُزها، تُمثَّل اللائحة على الأقلّ بأربعة مقاعد، أمّا دونها فتُستبعد، ما يعني أن سقوط أيّ من اللوائح المحسوبة على ائتلاف لابيد، سيخسّره أربعة مقاعد مُحقَّقة، وسيستبعده بالتالي من سباق التكليف. أمّا معسكر نتنياهو، فجميع أحزابه محسوم تجاوزها العتبة الانتخابية، وبالتالي فهو يمكن أن يتجاوز الـ 60 مقعداً التي تمنحه إيّاها استطلاعات الرأي، فيما يَصعب نزوله عن هذه العتبة. تُضاف إلى ما تَقدّم، عوامل أخرى يمكن أن تلعب لمصلحة نتنياهو، على رأسها اثنان، أوّلهما الإقبال القطاعي على صناديق الاقتراع، والذي من شأنه زيادة عدد المقترعين، وبالتالي تصعيب تجاوز العتبة على عدد من الأحزاب، وهو ما يبدو أكثر انطباقاً على معسكر لابيد، وشبه غائب عن جبهة خصومه. والإقبال القطاعي المؤثّر يتركّز في قطاعَين اثنَين: «الحريديم» وفلسطينيّي عام 48، وفي حال ارتفاع الإقبال لديهما، تتصاعد نسبة الحسم، ويتحوّل التأرجح لدى بعض القوائم بين السقوط والفوز إلى ما يشبه اليقين بالسقوط. أمّا العامل الثاني فهو الأمني، والمتمثّل في العمليات الفدائية الفلسطينية التي انتقلت في اليومَين الماضيين من شمال الضفة إلى جنوبها. وإذ يبدو هذا العامل خارجاً عن سيطرة الأحزاب المتنافسة، فهو من شأنه الإضرار تلقائياً بالجهة التي تمسك بالقرار، وفي هذه الانتخابات، لابيد وائتلافه. وممّا يعقّد الموقف بالنسبة إلى الأخير أيضاً، هو أن مشاهد الهجومَين الأحدث في «كريات أربع» ومنطقة البحر الميت، قريبة جدّاً من يوم التصويت، ومن شأنها أن تؤثّر في اتّجاهاته، علماً أن التجارب السابقة تفيد بأن التصعيد دائماً ما أفاد المعارضين، وفي الحالة الراهنة، معسكر نتنياهو.