ميدانياً، تشير معلومات خبراء عسكريين إلى حتمية أن تبادر القوات الروسية للبدء في عملية السيطرة على أوديسا (جنوب)، وفتح ممرّ آمن لقطاع ترانسنيستريا (جمهورية ترانسنيستريا المعلنة من جانب واحد) الموالي لروسيا في مولدوفا، والذي يتعرّض لتهديد مستمر من جانب القوات الأوكرانية، تزايد أخيراً. ولا يستبعد خبراء عسكريون روس تركيز العمل على الجبهة الجنوبية في المرحلة المقبلة، وصولاً إلى فك الحصار عن قطاع ترانسنيستريا. وفي هذا السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، أن الوضع في ترانسنيستريا «صعب للغاية»، ومن المبرّر فرض حالة طوارئ من قِبَل السلطات المحلية. ولم تعد مطامع كييف ونواياها للسيطرة على ترانسنيستريا خافية على أحد، لا سيما أن المنطقة تحتوي على مخازن أسلحة تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، يقدِّر الخبراء كميّاتها بالضخمة، ويمكن أن تؤمّن للسلطات الأوكرانية القدرة على القتال لعشر سنوات مقبلة. وأثار هذا الأمر اهتمام حكومة كييف التي، وعلى رغم استلامها كمّيات كبيرة من السلاح والذخيرة الغربية، إلّا أنها تعاني من نقص حادّ في الذخائر والقذائف سوفياتية الصنع، خصوصاً منظومات المدفعية الصاروخية والمدفعية الثقيلة البعيدة المدى وحتى ذخائر الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
تقول الاستخبارات الروسية إن واشنطن ووارسو تخططان لتثبيت سيطرة بولندا على جزء من أوكرانيا
من جهة أخرى، تتحدث معلومات استخبارية روسية عن مخطّطات لبولندا بالتعاون مع واشنطن لإحكام السيطرة على مناطق غرب أوكرانيا، والتي تعتبرها وارسو من ممتلكاتها التاريخية. وذكر بيان المكتب الإعلامي للاستخبارات الخارجية الروسية، على لسان مدير الوكالة، سيرغي نالريشكين، أنه «وفقاً للمعلومات التي تصل إلى خدمة الاستخبارات الخارجية الروسية، تقوم واشنطن ووارسو ببحث خطط تثبيت السيطرة العسكرية والسياسية البولندية على ممتلكات بولندا التاريخية في أوكرانيا». وبحسب المعلومات، فإن خطوة «إعادة توحيد» الأراضي البولندية تبدأ بدخول قوات من وارسو إلى المناطق الغربية الأوكرانية بحجّة «حمايتها من العدوان الروسي». ويناقش العسكريون الأميركيون، بإشراف إدارة الرئيس جو بايدن، مع أركان الجيش البولندي مراحل الخطط والمهام المقبلة. ووفق الخطة، تنوي واشنطن ووارسو نشر «قوات حفظ سلام» في مناطق غرب أوكرانيا حيث يعتبر احتمال الاحتكاك بالقوات المسلحة الروسية ضئيلاً.