أفادت وكالة «أسوشييتد برس، بأن واشنطن تستعدّ للإعلان اليوم أنها ستُخلي جميع موظفي سفارتها في كييف، على خلفية ما اعتبر مسؤولو الاستخبارات الأميركية أنه غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن عدداً قليلاً من المسؤولين قد يبقون في كييف، ولكنّ سيتمّ إجلاء الغالبية العظمى من عددهم البالغ تقريباً 200، أو إرسالهم إلى أقصى غرب البلاد، أي إلى الحدو مع بولندا، بهدف الحفاظ على تمثيل ديبلوماسي أميركي في أوكرانيا، بحسب الوكالة الأميركية.

يأتي هذا بعدما دعت واشنطن أخيراً مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا فوراً، وإعلان البنتاغون، أمس، إرسال نحو 3000 آلاف جندي إضافي إلى بولندا، لتعزيز قدرات حلفائها في حلف شمال الأطلسي في مواجهة ما تزعم أنه تهديدات روسية.

الحرب الدعائية
وفي مواجهة التهويل الغربي المتزايد، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو تواجه حملة إعلامية منسّقة غير مسبوقة، يشنّها الغرب بهدف تشويه صورة مطالب روسيا العادلة بالضمانات الأمنية في أوروبا.

في الإطار، اعتبرت الخارجية الروسية، في بيان، أن «المجال الإعلامي العالمي شهد أواخر عام 2021 ومطلع عام 2022، حملة إعلامية غير مسبوقة من جهة تنسيقها وإعدادها، الهدف منها إقناع الرأي العام العالمي بأن روسيا تستعد للهجوم على أوكرانيا»، بحسب موقع «روسيا اليوم» المحلّي.

وأشارت الخارجية إلى أنها جمعت ملفّاً من «المواد الكاذبة لوسائل الإعلام الغربية، التي تُعتبر دليلاً على إدارة حملة إعلامية منسّقة ضد موسكو، تهدف إلى إحباط وتشويه صورة المطالب العادلة لروسيا في الضمانات الأمنية، وتبرير المطامع الجيوسياسية الغربية، والانتشار العسكري على أراضي أوكرانيا».

وأضافت الخارجية أن «سلطات الدول الغربية ووسائل الإعلام تآمرت لتأجيج التوترات المفتعلة حول أوكرانيا».

وما فاقم التوتّر أخيراً بين موسكو والقوى الغربية، هو اتّهام حكومات غربية موسكو بحشد نحو 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أن تحرّك قوّاتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.

وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها، وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف، والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها. وأجريت مفاوضات عدّة حول هذه المطالب، أبرزها في كييف، من دون التوصّل إلى نتيجة واضحة أيضاً، وسط إرسال قوات غربية إلى أوروبا الشرقية، وتلويح مستمر بفرض عقوبات قاسية على موسكو.