في خضمّ الترويج الغربي المستمر لغزو روسي محتمل لكييف، تتالى دعوات الدول الغربية لرعاياها لمغادرة أوكرانيا فوراً، وسط تنديد روسي بهذا «التهويل»، وبما وصفته موسكو بـ«الدعاية الغربية الكاذبة» الموجّهة ضدّها.
في السياق، دعا رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، اليوم، المواطنين الأستراليين الذين يعيشون في أوكرانيا إلى مغادرة هذا البلد بأسرع وقت يمكن، معتبراً أن «الوضع هناك يزداد خطورة».

وأضاف موريسون، في إفادة صحفية: «نصيحتنا واضحة. هذا الوضع يعدّ خطيراً، وعليكم السعي إلى الخروج من أوكرانيا».

من جهتها، حثّت وزارة الخارجية في نيوزيلندا جميع مواطنيها في أوكرانيا على المغادرة فوراً.

وأكدت في بيان أن «نيوزيلندا لا تتمتّع بتمثيل ديبلوماسي في أوكرانيا، وبالتالي فإن قدرة الحكومة‭ ‬محدودة للغاية في ما يتعلّق بتقديم مساعدة قنصلية للنيوزيلنديين فيها».

وتابع البيان أن «الوضع الأمني في أوكرانيا قد يتغيّر في غضون فترة قصيرة، ويجب ألا يعتمد النيوزيلنديون على الدعم بالإجلاء في مثل هذه الظروف».

بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، في بيان خطّي: «بينما نواصل العمل عن كثب مع شركائنا ومراقبة الوضع، أحثّ جميع الكنديين في أوكرانيا على اتخاذ الترتيبات اللازمة لمغادرة البلاد على الفور».

وأضافت: «نحثّ الكنديين على الامتناع عن السفر إلى أوكرانيا، بسبب التهديدات الروسية المستمرة وخطر الصراع المسلّح منذ مطلع شباط، كما نطلب من الكنديين الموجودين بالفعل في أوكرانيا المغادرة. وأُعلن أن أولويتنا القصوى هي سلامة الكنديين».

من ناحية أخرى، حذّر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، روسيا من أن الغزو المحتمل لأوكرانيا سيترتّب عليه «تكاليف باهظة».

وأضاف: «نحن قلقون من مواصلة روسيا زيادة وجودها العسكري والسعي للحصول على أعذار لتَحرُّك عسكري، ينبغي على موسكو أن تُنهي التوترات»، لافتاً إلى أن الخلاصة هي ألا أحد يريد صراعاً مع روسيا، «لكن التزامنا بحقّ الشعب الأوكراني في تقرير مستقبله صارم»، على حدّ تعبيره.

وتأتي هذه التحذيرات عقب إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي غادر أستراليا اليوم، أن روسيا قد تغزو أوكرانيا «في أي وقت، حتى قبل انتهاء أولمبياد بكين».

وما فاقم التوتّر أخيراً بين موسكو والقوى الغربية، هو اتّهام حكومات غربية موسكو بحشد نحو 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أن تحرّك قوّاتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.

وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها، وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف، والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها. وأُجريت مفاوضات عدّة حول هذه المطالب، أبرزها في كييف، من دون التوصّل إلى نتيجة واضحة أيضاً، وسط إرسال قوات غربية إلى أوروبا الشرقية، وتلويح مستمر بفرض عقوبات قاسية على موسكو.