وعدت أوّل سيدة تتولّى الرئاسة في هندوراس، زيومارا كاسترو، بعد أدائها اليمين، أمس، لولاية مدّتها أربع سنوات، بتأسيس دولة اشتراكية وديموقراطية في البلاد.
وأقسمت الرئيسة اليسارية اليمين، بحضور لويس ريدوندو، الذي اعترفت به رئيساً للبرلمان، مؤكّدةً في خطاب تنصيبها أمام حشد تجمّع في الملعب الوطني في تيغوسيغالبان أن «هندوراس اقتيدت إلى الإفلاس خلال السنوات الـ12 الماضية التي حكم خلالها اليمين».

وأضافت أنها «تتسلّم الدولة مفلسة، إنّما يجب أن تعلم الدولة ما فعله الحكّام السابقون بالأموال»، علماً أنّ ديون هندوراس تبلغ حالياً 17 مليار دولار.

ووعدت الرئيسة بأنها ستركّز جهودها حتى نهاية ولايتها في 2026، على «التعليم والصحة والأمن والوظيفة».

رئيسان للبرلمان
وقبل ساعات من تنصيبها، اندلعت أزمة برلمانية سبّبها خلاف داخل حزبها، أدّى إلى ظهور تيّاريْن، أحدهما يؤيّد ريدوندو لتولّي رئاسة البرلمان، بينما انتخب التيار الآخر، «رئيساً آخر للبرلمان»، هو خورخي كاليكس، ما أدّى أيضاً إلى عراك بالأيدي ضمن الجلسة البرلمانية أمس.

وبناءً على اتفاق بين حزب الرئيسة وحلفاء حزب يساري آخر، كان دعمه حاسماً في فوز كاسترو في انتخابات تشرين الثاني، اختارت كاسترو ريدوندو لرئاسة البرلمان، طالبةً منه تأدية اليمين الدستورية اليوم، فيما انتُخب كاليكس رئيساً لمجلس منافس، من قبل 70 من أصل 128 نائباً، من ضمنهم المنشقّين عن الاتفاق من حزب «ليبر» برئاسة كاسترو.

وفي محاولة لحلّ الأزمة، عرضت الرئيسة المنتخبة، أمس، منصباً رفيعاً في حكومتها على كاليكس، الذي استفاد من أصوات نواب المعارضة اليمينية ليصل إلى رئاسة «برلمانه».

وعبّر كاليكس عن شكره عبر «تويتر» على «التكريم» الذي مُنح له، ووعد بـ«الرد بسرعة» على العرض، من دون أن يصدر أي ردّ حتى الآن.

وستصعّب مثل هذه المشكلات مهمّة كاسترو يإصلاح البلاد التي تُعاني من فساد مستشرٍ ونفوذ تجّار المخدرات، الذين تسلّلوا إلى أعلى مستويات الدولة، ولا سيّما أنها تحتاج إلى تعاون البرلمان، حيث لا يتمتّع حزبها وحلفاؤها بالأغلبية.

بالإضافة إلى ذلك، أكّدت الرئيسة الجديدة في خطاب تنصيبها، أنّ 74 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم حوالى عشرة ملايين، يعيشون تحت خط الفقر (59 في المئة حسب الأرقام الرسمية، و71 في المئة حسب منظمة غير حكومية في هندوراس).

وتابعت: «هذا الرقم وحده يفسّر فرار قوافل من آلاف الأشخاص شمالاً إلى المكسيك والولايات المتحدة، بحثاً عن طريقة للنجاة، رغم ما يشكّله ذلك من خطر على حياتهم».

الانعطاف نحو اليسار
من جهته، أدان زعيم الحزب الوطني اليميني المعارض، ديفيد تشافيز، «الانعطاف نحو اليسار»، الذي تمثّله الرئيسة، قائلاً: «يريدون التمويه عبر دعوة نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لكنهم في الواقع ملتزمون بشدّة بالتعاون مع فنزويلا»، في إشارة إلى حضور نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وملك إسبانيا، فيليبي السادس، ونائب الرئيس التايواني، وليام لاي حفل التنصيب.

من جهتها، شجّعت هاريس الرئيسة الجديدة على «مكافحة الفساد الذي يُعدّ أحد أسباب الهجرة الجماعية من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة».

كما نشر مكتب نائبة الرئيس الأميركي بياناً، جاء فيه أن كامالا هاريس «رحّبت بإعطاء الرئيسة الأولوية لمحاربة الفساد والإفلات من العقاب، بما في ذلك نيّتها طلب مساعدة الأمم المتحدة في إنشاء لجنة دولية لمكافحة الفساد»، على حدّ تعبيرها.

وفي تشرين الثاني، تصدّرت كاسترو نتائج الانتخابات الرئاسية، واعدةً أنصارها المتجمهرين مع الأعلام الحمراء، خارج مقرّ حزبها «ليبر» في العاصمة تيغوسيغالبا، بالتخلّص من تهريب المخدّرات والجريمة المنظّمة والفقر، منهيةً بذلك 12 عاماً من الحُكم المحافظ لـ«الحزب الوطني»، برئاسة خوان أورلاندو هرنانديز.