نشرت وزارة الخارجية الروسية، مقترحاً مفصّلاً عن معاهدة أمنية بين روسيا وواشنطن وحلف شمال الأطلسي، تهدف إلى العمل على حلّ النزاعات الدولية بين هذه الأطراف بأساليب سلمية، والامتناع عن اللجوء إلى أساليب القوّة التي لا تتلاءم مع مقترحات الأمم المتحدة، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. ويتزامن هذا المقترح مع تدهور غير مسبوق في العلاقات بين موسكو وواشنطن والـ«ناتو»، والترويج الغربي على مدى أسابيع لـ«غزو روسي» محتمل لأوكرانيا. وهو يؤكد أيضاً على موقف روسيا الرافض لهذه المزاعم، وعلى دعوتها إلى عدم تأجيج التوترات من خلال الترويج لـ«الأخبار المزيّفة».
ويتضمّن المقترح اتفاقيْن حول الضمانات الأمنية، يشملان الالتزام المشترك بالحلّ السلمي لجميع النزاعات بين موسكو والتكتّل الغربي، وإعادة تأكيد الجانبين على «أنهما لا يعتبران بعضهما البعض خصمين». وقد تمّ عرض مشروع المعاهدة على ممثّلي الولايات المتحدة في اجتماع عُقد في مبنى وزارة الخارجية، في موسكو في 15 كانون الأول، والذي تمّ خلاله أيضاً «شرح طريقة تفكير الجانب الروسي»، بحسب الوكالة الروسية. وقد طلبت موسكو أيضاً التفاوض بدءاً من السبت مع واشنطن على هذا المقترح.

الحفاظ على المسافة القصوى
ويتضمّن الاقتراح الروسي المفصّل، إنشاء «خطوط ساخنة» للاتصالات الطارئة بين الطرفين، مشدداً على عدم السماح لأيّ من الأطراف بـ«تهيئة ظروف تشكّل، أو يمكن أن تشكّل، تهديداً للأمن الوطني للأطراف الأخرى».

كما يتضمّن المشروع اقتراحاً لمنع اندلاع مواجهات خطيرة، جواً أو بحراً، ويشمل ذلك الاتفاق «المسافة القصوى التي يجب أن تتمّ المحافظة عليها بين الطائرات والسفن الحربية».

وتابع: «من أجل تجنّب أي حوادث، يجب على موسكو أو أيّ من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في حال أرادت القيام بتدريبات عسكرية أو أنشطة عسكرية أخرى، الالتزام بالعدد المحدّد للّواء (أي عدد الجنود المشاركين في التدريبات)، على ألّا تتخطى التدريبات أيضاً مساحة عرض محدّدة متّفق عليها على كل جانب من جانبَي الخط الحدودي للاتحاد الروسي والدول التي تقيم تحالفاً عسكرياً معها، وللدول الأعضاء في (الحلف الأطلسي)»، داعياً إلى ضرورة الإبلاغ مسبقاً عن أي مناورات أو تدريبات عسكرية، وتبادل المعلومات حول التهديدات والتحديات الأمنية بشكل منتظم، بحسب «سبوتنيك».

عدم استخدام أراضي الدول المحيطة
ومّما ورد في المقترح أيضاً: «لا يُسمح لواشنطن بإنشاء أي قواعد عسكرية في أراضي دول اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة، في حال لم تكن عضواً في (منظمة حلف شمال الأطلسي)، أو أن تستخدم هياكلها الأساسية في أي أنشطة عسكرية، أو أن تطوّر أي تعاون عسكري ثنائي معها»، في خطوة قد تقلق كل من أوكرانيا وجورجيا وبعض بلدان آسيا الوسطى، التي يجمعها تعاون عسكري مع واشنطن.

لا للنووي!
كذلك، يشمل الاقتراح منع روسيا والولايات المتحدة من نشر صواريخ أرضية خارج حدود أراضيها، وكذلك في مناطق داخل هذه الأراضي، في حال كان يمكن لهذه الأسلحة أن تهاجم أهدافاً في أراضي الطرف الآخر، داعياً روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من القوى النووية في حلف شمال الأطلسي، إلى الالتزام بمبدأ عدم شنّ حرب نووية لأي سبب، والامتناع عن تدريب الأفراد العسكريين والمدنيين من الدول غير النووية، على استخدام الأسلحة النووية، وفق ما أفادت الوكالة الروسية.