عارضت الولايات المتحدة، اليوم، أمام المحكمة البريطانية التي تنظر في طلب تسليمها مؤسس «ويكيليكس»، جوليان أسانج، مخاطر إقدامه على الانتحار، وسعت إلى طمأنتها حول المعاملة التي سيلقاها في سجونها.
وخلال الجلسة المقرر أن تستمر حتى الغد، تأمل الولايات المتحدة في إقناع المحكمة العليا في لندن بإلغاء القرار الذي أصدرته القاضية البريطانية فانيسا باريتسر، إذ يشكل هذا الاستئناف إحدى آخر الفرص أمام واشنطن التي لن يكون أمامها في حال خسرت الطعن سوى رفع دعوى أمام المحكمة العليا البريطانية من دون ضمان قبولها.

إلّا أنها حتى في حال كسبت الطعن فإن القضية لن تنتهي وستُحال إلى محكمة أدنى للنظر مجدداً في الدعوى.

وفي اليوم الأول من المرافعات، أكد المحامي الذي يمثل الحكومة الأميركية، جيمس لويس، أن جوليان أسانج «ليس لديه تاريخ من المرض النفسي الخطير والدائم»، قائلاً إن حتى الخبراء المعينين من قبل دفاعه لم يجدوا سوى أنه «يعاني درجة متوسطة من الاكتئاب».

وأضاف أن أسانج لديه «كل الأسباب لتضخيم أعراضه»، محذراً من «اتخاذ قرار بناء على مجرد تكهنات بشأن مصيره» في حال تسليمه.

وشدد المحامي على تأكيدات واشنطن بأن أسانج سيحصل على الرعاية النفسية اللازمة من ناحية، ومن ناحية أخرى لن يتعرض لإجراءات خاصة، ولن يتم احتجازه في سجن مرهوب شديد الحراسة في كولورادو يشار إليه باسم «الكاتراز».

وردّ الدفاع عن أسانج بأن هذه التأكيدات لن تمنع من سجنه في منشأة مماثلة، وكرر أن الولايات المتحدة ليس لديها «أساس موثوق» لجعل المحكمة تتراجع عن رفض التسليم.

وقد تابع أسانج الجلسة عبر الفيديو من سجنه في بلمارش.

ومن جهتها، عبّرت صديقة أسانج، ستيلا موريس، قبل جلسة اليوم عن «قلق كبير» لأنها رأته «نحيلاً جداً» عندما زارته السبت الماضي في السجن. وقالت إنه من المهم معرفة ما إذا كان القضاء البريطاني «سيسلم صحافياً إلى الدولة التي خططت لاغتياله».

وأضافت في حضور عشرات من أنصار أسانج الذين تجمعوا أمام المحكمة العليا: «أتمنى أن تضع المحكمة حداً لهذا الكابوس».

وكان القضاء البريطاني وافق على النظر في الاستئناف الأميركي بعد التشكيك بصدقية الخبير الذي أدلى بشهادته لصالح أسانج، من المتوقع صدور القرار بعد مداولات تستمر أسابيع عدة، بعد أن رفضت القاضية باريتسر، في وقت سابق، تسليمه لواشنطن بسبب خطر انتحاره، فيما يواجه عقوبة السجن لمدة 175 عاماً في الولايات المتحدة التي تتهمه بنشر وثائق سرية أميركية.

وأتى التشكيك البريطاني على خلفية اعتراف الطبيب النفسي، مايكل كوبلمان، بأنه «أخفى» أن موكله أصبح أباً لطفلين أثناء احتجازه في السفارة الإكوادورية.

وقد اعتُقل أسانج في نيسان عام 2019 بعد سبع سنوات أمضاها في سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ إليها بعد انتهاك شروط كفالته، خوفاً من تسليمه إلى الولايات المتحدة أو السويد، حيث واجه قضية بتهمة اغتصاب طعن فيها وأسقطت في ما بعد.