اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في خطاب متلفز، أمس، أن تسليم رجل الأعمال أليكس صعب، الذي يُعتبر وسيطاً مهماً لدى كراكاس إلى الولايات المتحدة، هو «أحد أشنع المظالم في العقود الأخيرة».
وتابع: «تعمل فنزويلا في الأمم المتحدة في نيويورك، وفي جنيف لدى منظمات حقوق الإنسان، وعلى كل المستويات بشأن هذه المسألة».

كما وصف مادورو ما اعتبره عملية «خطف»، قائلاً: «وصلت طائرة. نزل بلطجية وبحثوا عنه وأخرجوه بعدما ضربوه، لأخذه بعيداً من دون إخطار محاميه أو عائلته أو أي شخص آخر».

صعب: لن أتعاون
من جهته، أكد رجل الأعمال أليكس صعب، والذي سلّمته دولة الرأس الأخضر السبت إلى الولايات المتحدة، في رسالة قرأتها زوجته الأحد خلال تجمّع عام في كراكاس، أنه «لن يتعاون مع السلطات الأميركية، بل سيواجه محاكمته بكرامة».

وأضاف صعب في رسالته «أُعلن أنني في كامل قواي العقلية، ولن أقدم على الانتحار، في حال قاموا باغتيالي لكي يقولوا لاحقاً إنني انتحرت».

ويُفترض أن يحضر صعب «أول جلسة قضائية له يوم الاثنين، في محكمة في فلوريدا»، على ما قالت وزارة العدل الأميركية في بيان.

وفي الإطار، قال الصحفي المتخصص في الملفّ، روبرتو دينيز: «يمكن لصعب أن يكشف أموراً عن الترتيبات وتداول الأموال والتكاليف المضخّمة، فقد كان الركيزة الأساسية لشؤون نظام مادورو مع الدول الحليفة».

وقالت زوجته، وهي أم لفتاتين، إن سلطات الرأس الأخضر والولايات المتحدة تعاملت بـ«جبن»، مشيرةً إلى أن «أكثر ما يزعج الولايات المتحدة، هو أن زوجي لن ينحني أبداً! فلديه قوة الحقيقة والبراءة».

تعليق المفاوضات
ويشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو، المتهم أيضاً بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاماً.

واعتُقل صعب في تموز 2019 في ميامي، عندما توقفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف حزيران 2020 للتزود بالوقود. وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرر القضاء في الأرخبيل مصيره.

وكردّة فعل على تسليمه، علّقت فنزويلا المحادثات التي كانت تجريها مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في مكسيكو.

جاء ذلك في بيان، قال فيه رئيس البرلمان الفنزويلي، خورخي رودريغيز، الذي يرأس وفد الحكومة الفنزويلية إلى الحوار مع المعارضة، إن «وفدنا يعلن تعليق مشاركته في طاولة المفاوضات والحوار». وأضاف «لن نحضر الجولة الرابعة التي كان مقرراً أن تبدأ غداً في 17 تشرين الأول، احتجاجاً على الاعتداء الوحشي على أليكس صعب».

يشار إلى أن كراكاس كانت تأمل في أن يكون صعب عضواً في الوفد الحكومي إلى هذا الحوار الذي يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.

الحثّ على استئناف المفاوضات
من جهته، حثّ رئيس فريق المعارضة في المفاوضات مع الحكومة في فنزويلا، إدارة الرئيس مادورو على استئناف الحوار، في أقرب وقت ممكن، عقب قرار تعليقه.

أما وزارة الخارجية النرويجية، فأكدت بدورها على «تويتر»: «سنواصل العمل من أجل أن يواصل الطرفان، في أقرب وقت ممكن، جهودهما المهمة على طاولة المفاوضات»، لافتةً إلى أن الحل الوحيد يكمن في هذه المباحثات.
(أ ف ب، رويتزر)