حوّل الجفاف الذي يضرب الطرف الجنوبي الشاسع لمدغشقر، الحقول إلى مناطق جافة مغبرة قاضياً على المحاصيل وواضعاً أكثر من مليون شخص في مواجهة المجاعة.
الريف الذي يمتدّ على عشرات آلاف الهكتارات، مهجور وموسم الحصاد الذي يبدأ في تشرين الأول، لا يعطي الكثير من الأمل. فآخر مرة هطل فيها المطر في بلدة إيفوتاكا كان في أيار ولمدة ساعتين فقط.

(أ ف ب)

بعض القرى مهجور وبعضها الآخر مأهول بفلاحين قلقين توقفوا عن العمل بعدما أصبحت الأرض قاحلة.

الجوع يثقل كواهل السكان، سواء عقلياً أو جسدياً. فيتحركون ببطء ويجهدون للتركيز على الحديث.

أزمة المناخ
عادة ما يعاني جنوب مدغشقر من سوء التغذية. لكن الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة التي تلقي باللوم على ظاهرة تغير المناخ في ذلك.

حول بلدة إيفوتاكا، يقول السكان إن الحكومة قدّمت لهم بعض الأرز والفاصولياء والزيت. لكن ذلك كان في آب. من بين 500 شخص اختيروا للحصول على مساعدات مالية، تلقى نحو 90 شخصاً 26 دولاراً.

وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة لتجول من قرية إلى أخرى.

يعاين الممرضون الحالات الأكثر إلحاحاً بين الحشود المنتظرة أمامها، ويوجهونها إلى مقدم الصف. ويتم وزن الأطفال في دلو أزرق. وتُلفّ أشرطة القياس حول أذرعهم الصغيرة لمعرفة مدى سوء التغذية الذي يعانونه.

في بيفينو، وهي قرية أخرى في جنوب مدغشقر، جاء زابيديسوا البالغ تسع سنوات مع جدته. حركته بطيئة وعيناه غائرتان. يبلغ وزنه 20 كيلوغراماً وتظهر عليه أعراض مقلقة... يعطى أدوية ومكملات غذائية.

يبلغ وزن ساتينومبيو البالغة خمس سنوات 11 كيلوغراماً. تعاني من سوء تغذية حاد، لكنها تخاف من الأطباء. تتشبث بسروال والدها وتبكي.

(أ ف ب)

ترسل العائلات إلى المنازل محملة بإمدادات غذائية تكفي لأسبوعين استناداً إلى عدد الأطفال في الأسرة.

في فنوايفو تتقاسم شقيقتان وأخ وجميعهم متقاعدون منزلاً واحداً.

وقال تسافاري (69 عاماً): «لقد مر وقت طويل منذ زرعنا أي شيء. في الأيام الجيدة، نتشارك نحن الثلاثة وعاءً من الأرز».

في منزل آخر في البلدة، يسهر رجل يبلغ 45 عاماً على جثة والده الذي مات جوعاً في حزيران على ما تفيد العائلة.

وقال تسيهوروغني مونجا: «ليس لدينا ما يكفي من المال لشراء (بقرة) لإطعام المعزّين لذلك لا يمكننا إقامة جنازة».

وضعت الجثة في كوخ منفصل وغُطّيت جزئيا بقطعة قماش.

وأضاف مونجا «والدي كان جائعاً جداً. أكل الكثير من الصبار ولحاء الدرن. هذا ما قتله. كأنه تسمم».