في كلمة مصوّرة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، الجمعة المقبل، بهدف «خلط الأوراق وإفشال مخطط إيصال مرشح بعينه مهما كان الثمن»، حسب ما قال.
والمرشح بعينه هنا هو رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، الذي يُعد المرشح الأبرز لخلافة الرئيس الحالي حسن روحاني.

جاء كلام خاتمي، بعدما كشفت الصحف الإصلاحية عن نتائج الاجتماع الطويل لـ«جبهة الإصلاحات» الذي وقع الأسبوع الماضي، وفشل فيه المجتمعون في تبني محافظ البنك المركزي السابق عبد الناصر همتي، كمرشح رسمي لهم.

مع العلم أن مهدي كروبي كان من أبرز الذين دعوا إلى دخول ساحة الانتخابات، وتأييد المرشح «الأكثر قبولًا»، أي همتي. لكن نتائج التصويت داخل الاجتماع لم تكن كافية ليحظى الأخير بدعم له. وبحسب التقارير فإن 23 عضواً صوّتوا لمصلحة همتي، من أصل 46 عضواً، فيما كان يحتاج إلى ثلثَي الأصوات لدعمه، أي 31 صوتاً.

ومع دعوة خاتمي الناس للمشاركة خوفاً من وصول رئيسي، ودعوة كروبي الى المشاركة «دفاعاً عن الجمهورية ومؤسسة الرئاسة»، حسب ما قال ابنه، فإن جبهة المحافظين، تتجهّز لمنافسة غير متوقعة على الإطلاق.

تلا هذه التصاريح والاجتماعات انسحاب محسن مهر علي زاده، أحد المرشحين السبعة من السباق الرئاسي لمصلحة همتي، ليبقى الأخير الاسم الإصلاحي الوحيد بين باقي الأسماء. وثمَّن خاتمي خطوة انسحاب علي زاده، وهو ما اعتُبر دعوة غير مباشرة لدعم همتي.

هذا ما وضع جميع المرشحين الأصوليين بمواجهة جديدة. وبدأت الدعوات للالتفات إلى ما بات يشكل خطراً على الأصوليين، بتشتت أصواتهم على 5 أشخاص هم علي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومحسن رضائي، وسعيد جليلي ورئيسي. لهذا دعا رئيس تحرير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري إلى انسحاب «4 مرشحين أصوليين لمصلحة رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي». كما حذّر من أن مشاركة جميع المرشحين الأصوليين ستعود بالضرر على الجبهة نفسها في الانتخابات.

كذلك، طلب 210 نواب في البرلمان الإيراني من المرشحين الأربعة الانسحاب لمصلحة رئيسي. انسحب بداية زاكاني أمس، وتبعه جليلي الذي انسحب بعد كلمة المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي، والتي لا شك في أنها ستلعب دوراً مؤثراً لارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات.

وأكد الخامنئي في كلمته على ضرورة المشاركة كحاجة سياسية واجتماعية للجمهورية الإسلامية. ورأى أن إيران لديها قدرات عسكرية واقتصادية، لكن قدرتها «الأهم تتمثل في الحضور الشعبي المؤيد لنظام الجمهورية». وأضاف أن «انتخاب رئيس الجمهورية بنسبة أصوات مرتفعة يمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات».

من جهة أخرى، ردّ الخامنئي على استهداف وسائل الإعلام السعودية للانتخابات الإيرانية، وقال إن «بعض الدول التي تديرها قبيلة ولا تعرف الفرق بين صندوق الفاكهة وصندوق الانتخاب تموّل فضائيات لا تتوقف عن القول بأن انتخابات إيران غير ديمقراطية».

دعوة الخامنئي إلى المشاركة، ومعها دعوات خاتمي وكروبي، سترفع منسوب المواجهة، خصوصاً إذا ما زادت نسبة الإقبال بنسبة 10 إلى 20%، لتصل إلى 50% تقريباً، وهذا ما قد يؤدي إلى عدم حسم الانتخابات من الجولة الأولى، بل مواصلة المنافسة في الجولة الثانية منحصرةً بين همتي ورئيسي وحده.