أكدت مصر والسودان تمسّكهما بمقترح تطوير آلية التفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، عبر تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيّرها جمهورية الكونغو الديموقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، لتشمل كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات.
ودعا البلدان، خلال مؤتمر صحافي، اليوم في القاهرة، لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، الأطراف الأربعة إلى «تبنّي هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة».

ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، أعلن شكري أن هناك رؤية مشتركة بين مصر والسودان في ما يتعلق بسد النهضة، وأن الطرفين منخرطان في «التوصل بحسن نية إلى اتفاق يراعي الدول الثلاث: مصر وإثيوبيا والسودان».

من جهتها، قالت المهدي إن «بلادها لن تنتظر عودة إثيوبيا إلى المفاوضات حول سد النهضة إلى ما لا نهاية». وحول الخلاف بين إثيوبيا والسودان على الحدود، أوضحت أنّ «مسألة الحدود مع إثيوبيا يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية».

وأتى هذا المؤتمر الصحافي تزامناً مع توقيع البلدين، اليوم الثلاثاء، اتفاقية للتعاون العسكري، على هامش زيارة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد للخرطوم.

وأعلنت إثيوبيا، الأربعاء الفائت، أنها ماضية في بناء سد النهضة وفي تعبئته الثانية، وأن «هذه الخطوة لا علاقة لها بالمفاوضات مع مصر والسودان».

وكانت القاهرة والخرطوم قد اتفقتا في وقت سابق، على تطوير آلية المفاوضات بتكوين الرباعية الدولية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء الفائت، عقب لقاء بين شكري ومنسق خلية العمل المعنية برئاسة الكونغو الديموقراطية للاتحاد الإفريقي، ألفونس نتومبا، في القاهرة.

ونقل البيان عن شكري، قوله إن «مصر تؤيد مقترح السودان بتشكيل رباعية دولية تشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوسط في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي». الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة والبنك الدولي سبق أن تدخّلا، قبل أكثر من عام، في مفاوضات «سد النهضة»، غير أنها لم تسفر عن نتائج.

ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما.

وفي ظل الأزمة المائية المتوقعة من جراء سد النهضة الإثيوبي، ناقش مجلس النواب المصري، في جلسته العامة اليوم، مشروع قانون جديد تقدمت به الحكومة يتناول «تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة، وتحقيق العدالة في توزيعها».

وكشفت مصادر إعلامية عن زيارة يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للخرطوم السبت المقبل، وهو ما لم تؤكده القاهرة حتى اللحظة.