زار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، اسكتلندا التي ترتفع فيها نسبة التأييد لاستقلالها بسبب «بريكست» وإدارة الوباء، للتشديد على أهمية وحدة المملكة المتحدة. وقبل ثلاثة أشهر من انتخابات محلّية، يبدو الاستقلاليون الأوفر حظاً للفوز فيها، تمّ استقبال رئيس الحكومة المحافظ الذي يعارض بشدّة إجراء استفتاء جديد حول تقرير المصير في المقاطعة. ولا تنظر رئيسة حكومة اسكتلندا، الناشطة الاستقلالية في «الحزب الوطني الاسكتلندي»، نيكولا ستورجون، بارتياح إلى هذه الزيارة، معتبرة أنّها غير مناسبة في أوج إجراءات حجر في البلاد للحدّ من انتشار وباء «كوفيد - 19». وفي هذا السياق، أشارت إلى أن الزيارة تشكّل مخالفة للقيود المُطبَّقة وليست «ضرورية»، بينما يُطلَب من السكان البقاء في منازلهم. وقالت، أول من أمس: «من واجبنا كقادة أن نكون قدوة». لكن المتحدث باسم جونسون يرى أنّ من «الجوهري» أن «يذهب رئيس الوزراء لرؤية الشركات والمجتمعات والأفراد»، على رغم الإغلاق الساري. وتطالب نيكولا ستورجون، منذ أشهر، بإجراء استفتاء جديد حول تقرير المصير، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الاستقلاليين سيفوزون في هذا الاستفتاء الذي تعتزم رئيسة الوزراء تنظيمه بعد تخطّي أزمة الوباء، إذا أفضت الانتخابات المحلّية التي ستُجرى في أيار/ مايو إلى أغلبية استقلالية في البرلمان الاسكتلندي. وتُرجّح استطلاعات الرأي أن يحقّق «الحزب الوطني الاسكتلندي» فوزاً كبيراً في هذا الاقتراع، فيما تؤكّد ستورجون أن 62 في المئة من الناخبين في اسكتلندا صوّتوا ضدّ «بريكست». من جهته، يعارض جونسون بشدّة تنظيم استفتاء، مشيراً إلى أن الاسكتلنديين صوّتوا بالفعل بنسبة 55 في المئة في عام 2014 مع البقاء في المملكة المتحدة. وكانت رئيسة الحكومة الاسكتلندية اتّهمته، الأحد الماضي، بأنه «يخاف من حكم الشعب الاسكتلندي».
لا تنظر رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجون بارتياح إلى هذه الزيارة


وقبل زيارته اسكتلندا، أعلن جونسون، يوم الثلاثاء، أنه يتحمّل «المسؤولية كاملة» عمّا قامت به حكومته، بعدما تجاوزت المملكة المتحدة عتبة مئة ألف وفاة بفيروس «كورونا»، ما يشكّل الحصيلة الأكبر في أوروبا. وقال في مؤتمر صحافي: «إنني آسف بشدة لكلّ روح تزهق، وبالتأكيد بصفتي رئيساً للوزراء، أتحمّل المسؤولية كاملة عن كلّ ما قامت به الحكومة». وبدأ جونسون جولته في غلاسكو بزيارة مختبر في مستشفى جامعة الملكة إليزابيث، حيث يتمّ تحليل فحوصات فيروس «كورونا»، ومركز تطعيم، مرتدياً زيّاً واقياً وواضعاً قفازات. وفي ظلّ ما تواجهه البلاد من تدهور صحّي كبير بسبب متحوّر فيروس «كورونا»، يريد جونسون التشديد على فوائد الاتحاد ضدّ الفيروس. وقبل زيارته، تحدّث عن «الفوائد الكبيرة للتعاون» في المملكة المتحدة منذ بداية الوباء. وذكّر بتعبئة الجيش البريطاني من أجل المساعدة في حملة التطعيم والدعم المادي الذي قدّمته لندن لاسكتلندا.
زيارة جونسون تزامنت مع الإعلان عن تصنيع لقاح مضادّ لـ«كورونا» على نطاق واسع في اسكتلندا من قِبَل الشركة الفرنسية - النمساوية «فالنيفا» التي طلبت الحكومة البريطانية ستين مليون جرعة منها يُتوقّع أن تتوفّر بحلول نهاية العام، إذا تمّ الترخيص للقاح. وفي السياق، دافع مايكل غوف، الوزير المسؤول عن تنسيق عمل الحكومة، عن أهمية هذه الزيارة لضمان حسن سير حملة التطعيم ضدّ «كوفيد - 19». وقال إن المقاطعات الأربع المكوِّنة للمملكة المتحدة «أقوى عندما نعمل معاً». وتُحدِّد كلُّ مقاطعة طرق تصدّيها للأزمة الصحية في المملكة المتحدة التي تشهد موجة جديدة أشدّ وطأة من انتشار الفيروس، وفرضت حجراً للمرة الثالثة ببرامج زمنية متفاوتة في كلٍّ من مكوّناتها.