لم تَظهر مؤشرات إلى أن أيّاً من أعضاء الغالبية الجمهورية سيقتنع بالأدلة المضادّة لترامب
وفي وقت اتّخذ فيه أعضاء مجلس الشيوخ المئة دور المحلّفين، عرض أعضاء مجلس النواب الذين تولّوا ملف العزل عشرات التسجيلات المصوّرة والوثائق الداخلية وإفادات الشهود، في مسعى لإثبات استغلال الرئيس لسلطاته. وفصّل فريق ادّعاء شيف الكيفية التي تحرّك ترامب من خلالها العام الماضي لإجبار كييف على مساعدته في تشويه سمعة منافسه المحتمل في انتخابات 2020، نائب الرئيس السابق جو بايدن. وعلى مدى ساعات، سعى الديموقراطيون إلى دحض ادّعاءات الجمهوريين بأن ترامب لم يخطئ، واجتهدوا في التأكيد أن الدافع الوحيد لترامب لتجميد المساعدات لأوكرانيا بشكل سري في تموز/ يوليو الماضي كان إجبار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على الإعلان عن فتح تحقيقين؛ الأول في شأن بايدن، والثاني حول رواية لم ترد أدلة عليها بأن كييف ساعدت الديموقراطيين في انتخابات عام 2016.
وفي تحدٍّ لحجّة البيت الأبيض الرئيسية بأن الدستور الأميركي يستدعي أن تكون ارتُكبت جريمة محدّدة لإزاحة الرئيس، عرض الديموقراطيون تسجيلات مصوّرة قديمة ظهر فيها أشدّ المدافعين عن ترامب، السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ومحامي الدفاع الشهير آلان درشوفيتز، يقولان فيها إن استغلال السلطة بحدّ ذاته هو جريمة واضحة تستوجب العزل. وأشار الديموقراطيون، بالتفصيل، إلى الدور الكبير الذي قام به محامي الرئيس الشخصي، رودي جولياني، في الخطة للضغط على زيلينسكي، على رغم اعتراض كبار الشخصيات الأميركية الاستخبارية والدبلوماسية على الأمر. وقال شيف، الذي يقود لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، إن «دونالد ترامب فضّل رودي جولياني على وكالات الاستخبارات (الأميركية). اختار رودي جولياني على مستشاريه للأمن القومي. يجعله ذلك خطيراً على بلدنا».
لكن الجلسات لم تُظهر، إلى الآن، مؤشرات إلى أن أيّاً من أعضاء الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ سيقتنع بالأدلة المضادّة لترامب ويتّخذ موقفاً مناهضاً له. وفي هذا الإطار، رأى السيناتور الجمهوري، جون باراسو، أن «ما سمعناه من مديري (المحاكمة) أمس واليوم الذي سبقه هو مجرّد تكرار يستمر يوماً تلو الآخر». بدوره، قال جاي سيكولو، محامي ترامب: «نستمع للأمور ذاتها تتكرّر مرّة بعد الأخرى. سنقدّم دفاعاً قوياً ونفنّد ما قالوه». أما في البيت الأبيض، فهاجم ترامب، عبر موقع «تويتر»، المحاكمة، التي اعتبر أنها «مغرقة في الأكاذيب والتحريفات»، واصفاً إياها بأنها الأكثر «افتقاداً للإنصاف والأكثر فساداً في تاريخ الكونغرس».