يبدو أن اليوم الجمعة سيكون مفصليّاً في ما يتعلّق بساحات التظاهر
ميدانياً، ومع استمرار سقوط الصواريخ على مقربة من القواعد/ المصالح الأميركية المنتشرة على طول الخريطة الجغرافية، فيما حاول البعض إدراجه في إطار ردّ حلفاء طهران على اغتيال سليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أكد زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، أن فصائل المقاومة لم تستهدف السفارة الأميركية، مرجّحاً أن يكون ذلك بـ«إشراف المخابرات الأميركية نفسها، لتشويش وإرباك الوضع». وفيما حذر من أن رفض الأميركيين الانسحاب من العراق يفرض «زلزالاً عراقياً»، أعلن أن «الساعة الصفر» لعمليات الثأر للمهندس لم تنطلق بعد، مشدداً على أن «الردّ لن يكون أقلّ من الردّ الإيراني على اغتيال الشهيد سليماني... نحن لا نستهدف البعثات الدبلوماسية مطلقاً، ويتركّز عملنا على الوجود العسكري بالدرجة الأساس»، في إشارة إلى طبيعة الاستراتيجية التي ستتبنّاها فصائل المقاومة في المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار، تفيد معلومات «الأخبار» بأن الاتصالات بين فصائل المقاومة كُثّفت في الأيام والساعات الماضية، في ظلّ ترجيحات بإمكانية تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة العمل المقاوم، وتنفيذ المطلب المرفوع الذي بات يحظى بإجماع مختلف الفصائل (بما فيها «التيار الصدري» رغم تمايزه)، أي طرد القوات الأميركية من المنطقة.
على خطّ موازٍ، يبدو أن اليوم الجمعة سيكون مفصليّاً في ما يتعلّق بساحات التظاهر، في ظلّ الدعوة إلى «مليونية شعبية» بعنوان «نريد وطن». اللافت أن زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، هاجم الشعارات المقرّرة للفعالية، قائلاً إنه «إذا تعالت يوم غد مثلُ هذه الهتافات، أو أُذيعت مثل هذه المطالب، أو قرئت مثل هذه الترهات، فستكون بداية النهاية لتلك الثورة التي بدأ وعيها ينحرف عن جادة الصواب». وعلى ضوء ذلك، تثار شكوك حول الغاية من رفع شعارات من النوع المتقدّم في توقيت حسّاس تمرّ به البلاد. وهي شكوك يعزّزها التبنّي الأميركي، عبر الجيوش الإلكترونية التابعة للسفارة، للدعوات الأخيرة، ما يعني أن واشنطن ستواصل العمل على الاستثمار في الحراك المطلبي كواحد من أساليب التصدّي لدعوات إخراجها من العراق.