ظريف: الساسة الأميركيون يجهلون الإسلام وروابط المرجعية بأتباعها
وما استحقاق الاتفاق النووي سوى حلقة في المشهد الساخن، الذي تثبت التطورات أن التكهنات بانتهائه لا يمكن الجزم بها. هذا على الأقل ما يؤكده الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي وإن طمأن ناخبيه إلى أنه لن يرسل «قوات برية» إلى المنطقة، لكنه أشار إلى عدم استحالة مواجهة عسكرية محدودة عبر القول: «أتمنى ألا نخوض حرباً، لكننا في وضع قوي جداً إذا حدث شيء... لا أتحدث عن قوات برية. أقول فقط إنه إذا حدث شيء فلن يدوم طويلاً». الفصل الجديد من التصريحات عالية النبرة، والمليئة بالتهديدات بين الطرفين، كانت السبب في افتتاحه العقوبات على المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي انتقدها بشدة وزير الخارجية جواد ظريف، ورأى أنها تعود إلى فشل «الإرهاب الاقتصادي». واعتبر أن شمول خامنئي بالعقوبات دليل على أن «الساسة الأميركيين يجهلون الإسلام وروابط المرجعية بأتباعها، وهم بذلك لا يراعون حرية المذهب لدى المسلمين من المواطنين الأميركيين».
خامنئي، من جهته، تجاهل في خطاب أمس قرارات الرئيس الأميركي بحقه، وقال: «كل يوم تقوم أخبث وأكره حكومة في العالم، تسببت بإشعال الحروب وبث الفرقة ونهب وسرقة ثروات البلاد والشعوب، بتوجيه إهانات واتهامات للشعب الإيراني الشريف، لكنه لا يهاب ممارسات أميركا القبيحة ولا يتراجع أبداً». وجدد رفض التفاوض مع واشنطن، معتبراً أن الهدف الرئيس لهذا المطلب هو نزع أسباب القوة: «يسعون لسلب إيران هذه الأسلحة وأسباب القوة هذه من خلال التفاوض، لكي يستطيعوا إلحاق أيّ أذى بهذا الشعب»، في إشارة إلى البرنامج الصاروخي. وأضاف: «إذا ما وافقت على اقتراح أميركا (التفاوض) فسوف يتمّ التنكيل بالشعب، وإذا رفضته فسوف تستمرّ إثارة الضجيج السياسي والإعلامي والضغوط». وتطرق الزعيم الإيراني إلى حديث الخبراء في الإعلام العالمي عن قوة إيران العسكرية، ولفت إلى أن ذلك ليس سببه الأحداث الأخيرة «بل هو نتيجة لصمود» على مدى 40 عاماً، مشيداً بعملية «الدمج بين الهوية الإيرانية والخصائص الإسلامية» في العقود الأربعة الماضية من عمر الثورة.