يسعى نتنياهو إلى الدفع نحو إبقاء الوساطات مرهونة بتقديم إيران تنازلات
على هذه الخلفية، سعى نتنياهو، من خلال الاتصال بنظيره الياباني، إلى الدفع نحو إبقاء الوساطة اليابانية، وغيرها من الوساطات، مرهونة بتقديم إيران تنازلات في سياساتها الإقليمية والدفاعية، والحؤول دون «الانزلاق» نحو منع التصعيد بأي ثمن. ومن هنا، يأتي تركيزه، في الكلام مع آبي، على ضرورة مواصلة الضغوط على إيران بهدف كبح خياراتها الإقليمية. ويعني ذلك أن نتنياهو دعا الوسيط الياباني إلى ضرورة حصر الخيارات أمام إيران، بين مسارين: إما تقديم تنازلات في المجالات التي تطالب بها تل أبيب، وتمسّ بشكل مباشر أمنها القومي؛ أو استمرار الضغوط، ما يعني لاحقاً ضرورة الإقدام على المزيد من الخطوات التصاعدية في حال تمسك طهران بمواقفها.
في المقابل، تكشف المواقف الإيرانية عن رؤية مختلفة لأي وساطة، إذ تشدد على أن هدفها ينبغي أن يكون «إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه»، وأن تبدأ برفع العقوبات الاقتصادية. هذا فضلاً عن تأكيد القيادة الإيرانية العليا الرفض التام للجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع واشنطن، في ظلّ إدارة ترامب. هذه المواقف والرسائل تعني في تل أبيب أنه لا آفاق أمام أي وساطة لإحداث خرق في الجدار الإيراني، وهو ما تتوجّس من أن يؤدي إلى تراجع من قِبَل الأطراف الدولية، وتحديداً الولايات المتحدة، تفادياً للتدحرج نحو ما لا يريده أيّ من الأطراف. وفي هذا السياق، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت، في الفترة الأخيرة، زيادة وتيرة العمل على إنتاج حاويات الضغط وأجهزة الطرد المركزي في منشأتين صناعيتين على الأقل، في إطار الاستعدادات لاستئناف تخصيب اليورانيوم.