التخصيب فترةَ العقوبات السابقة خير دليل على جودة اليورانيوم الطبيعي المحلي
هل يوصل القرار الأميركي الأخير، إيران، إلى طريق مسدود وتجميدها التخصيب النووي، أم سيحوّلها إلى برميل لليورانيوم المخصب؟ لمح رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إلى الثاني، حيث صرح بأن هذا القرار يصبّ لمصلحتنا. وعلى الرغم من أنه لم يعط تفاصيل في شأن ذلك، فإن من الواضح أنه يقصد أن إيران ترى من حقها تخزين الفائض من اليورانيوم المخصب في حال عدم التمكن من تصديره إلى الخارج. وهناك فرق بين اليورانيوم المخصب وبين النفط، حيث إن بيع اليورانيوم إنما يتم لأطراف أو جهات رسمية ولا يتم تهريبه أو بيعه لمشترين غير معترف بهم دولياً، في حين أن حمولات النفط يمكن بيعها عبر «الطرق الرمادية» للمتجولين على البحار.
ويبقى الكلام في ما إذا كانت ثمة مصادر أخرى لليورانيوم الطبيعي في حال امتناع الدول التي تتبادله باليورانيوم المخصب الإيراني. نعم، إيران لديها مناجم لليورانيوم الطبيعي، وقد أكد رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية في عام 2015 أن حجم احتياطي اليورانيوم في إيران «يبعث على الأمل»، وأنه لا يستطيع إعطاء المزيد من التفاصيل بشأن ذلك. السر في احتفاظ إيران بالسرية في ما يتعلق باحتياطي اليورانيوم لديها أو شرائها اليورانيوم الطبيعي من روسيا، يكمن في أن إيران كانت حريصة على تطمين المجتمع الدولي والالتزام بالحد الأقصى من الشفافية. ورغم ذلك، هناك تقرير لمؤسسة «كارنيغي» يقول إن النوعية الرديئة لليورانيوم الطبيعي الإيراني وندرته تدفعان إيران إلى شراء اليورانيوم الطبيعي من الخارج. لكن يبدو أن تخصيب اليورانيوم الطبيعي الإيراني خلال فترة العقوبات السابقة، وبالتحديد من 2009 إلى 2015، خير دليل على جودة اليورانيوم الطبيعي المحلي.
وإذا كانت الولايات المتحدة تراهن على قطع مصادر اليورانيوم الطبيعي للمنشآت النووية الإيرانية، واختناق تلك المنشآت من الداخل، فيبدو أنها تراهن على الفرس الخاسرة. هذا بغض النظر عن أن روسيا لا ترضخ لإملاءات الولايات المتحدة، وفق تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي قال خلال مؤتمره الصحافي يوم السبت: «أي تهديدات أميركية بفرض عقوبات على النظام الإيراني والمتعاونين معه، لن تؤدي إلى وقف التعاون بين موسكو وطهران في مجال الطاقة النووية». كما عارضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، القرار الأميركي بعدم تمديد الإعفاءات التجارية لإيران. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية: «رفع العقوبات هو جزء لا يتجزأ من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي يهدف إلى أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران وحياة الشعب الايراني».
ملخص القول إن العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران والمتعاونين معها في مجال تبادل اليورانيوم الطبيعي والمخصب، يدلّ في ما يدل على خيبة أمل الإدارة الأميركية وإخفاقها في الحصول على أهدافها في جميع العقوبات السابقة. عقوبات تشمل كل شيء في إيران، حتى بات يتندر البعض بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيصدر قرار منع إدخال ديوان الشاعرين الإيرانيين الكبيرين حافظ الشيرازي وخيام النيسابوري إلى أراضي الولايات المتحدة!