بعد أقل من أسبوع على كارثة تسونامي أودت بحياة 430 ضحية، رفعت إندونيسيا، اليوم، مستوى التحذير من نشاط بركان «آناك كراكاتوا» المستمر، الذي بات يتهدد سكان سواحل مضيق سوندا الإندونيسي المحيطة به بمدٍّ بحري جديد قد يضرب المنطقة.وفي الوقت الذي رفعت فيه السلطات تحذيرها من خطر البركان إلى «مرتفع»، وهي ثاني درجة تحذير من أصل أربع درجات تعتمدها البلاد، قال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، سوتوبو بورو نوغروهو: «لا يزال خطر حصول مزيد من الانفجارات (البركانية) قائماً». وأوضح نوغروهو أن «الأشخاص (القريبين من البركان) قد تطاولهم الصخور البركانية والحمم والرماد الكثيف»، وهو ما دفع سلطات الملاحة الجوية في إندونيسيا إلى اتخاذ إجراء يقضي بمنع تحليق الطائرات في أجواء المنطقة وتحويلها إلى مسارات أخرى.
من جانبٍ آخر، أكد المسؤول الكبير في مرصد «كراكاتوا»، كوس هندراتنو، في تصريح لوكالة «فرانس برس» أنّ التحذير من خطر البركان «رفع منذ الصباح (اليوم)»، وذلك بعدما سُجّل «تغيير في نمط الثوران»».
يأتي ذلك بعدما وسّعت السلطات، أمس، شعاع المنطقة المحظورة في محيط «آناك كراكاتوا» من كيلومترين إلى خمسة كيلومترات، ودعت السكان إلى ضرورة البقاء بعيداً من الساحل، خصوصاً أنّ آخر حصيلة للضحايا شملت 430 قتيلاً و1495 جريحاً، بالإضافة إلى 159 مفقوداً، وهي حصيلة رجّح المتحدث باسم الوكالة الوطنية أن «ترتفع مع مرور الوقت»، أي إلى حين وصول عناصر الإسعاف والإغاثة إلى المناطق النائية.

يتوافد آلاف الناجين إلى المشافي وملاجئ الإغاثة المستحدثة والمكتظّة (أ ف ب )

الأمطار تعرقل عمليات الإنقاذ
في الوقت الذي أُجلِيَ فيه نحو 22 ألف شخص يعيشون حالياً في مراكز إيواء، لا تزال الأمطار الغزيرة تعرقل مهمات عناصر الإنقاذ، الذين يحاولون جاهدين الوصول إلى المناطق النائية التي ضربها التسونامي، لمساعدة من تقطّعت بهم السبل. في هذا الإطار، أوضح نوغروهو عبر «تويتر» أن الأمطار «أدت إلى فيضان نهر غمرت مياهه عدّة مواقع»، الأمر الذي يعرقل الجهود «لإجلاء الناس ومساعدة الناجين». علماً بأن مئات الإندونيسيين لا يزالون عالقين في جزر صغيرة عند مضيق سوندا، وتوفد إليهم السلطات مروحيات ومركبات لتنقلهم إلى مراكز إغاثة، وسط تحذيرات جدية من خطر نفاد الأدوية والمياه النظيفة، في ظلّ توافد الآلاف إلى المشافي وملاجئ الإغاثة المستحدثة والمكتظّة.