«في الأمم المتحدة يطالبوننا دائماً بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم (معونات) أكثر... لذلك، عندما نتّخذ قراراً بشأن أين يكون موقع سفارتنا، لا ينبغي أن نتوقّع من هؤلاء الذين قدّمنا المساعدة لهم، أن يستهدفونا. يوم الخميس (21 كانون الثاني/ ديسمير 2017، سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل) والولايات المتحدة ستدوِّن أسماء الدول». - نيكي هايلي في رسالة إلى مندوبي الأمم المتحدة، تحذّرهم فيها من مغبّة التصويت لمصلحة قرار بشأن القدس.
استقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، من منصبها فجأةً. المدافعة الأشرس عن إسرائيل التي «انتهى زمن مصارعتها» في عهد دونالد ترامب، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد شكرها بالاسم خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة.
قرّرت هايلي أنّ الوقت قد حان لـ«فسح المجال» أمام آخرين ليتولّوا المنصب، وهي بذلك تغادر منصبها في المنظمة التي لطالما انتقدتها بسبب «سوء إدارتها»، و«انحيازها ضدّ إسرائيل»، لذا ساهمت في خفض موازنة بلادها في الأمم المتحدة، والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، أو كما تسمّيه: «بؤرة التحيّز السياسي».
في حفل كيل المديح الذي أعقبت الاستقالة، جلست هايلي إلى جانب ترامب في المكتب البيضاوي يتحدثان إلى الصحافيين، ويعدّدان الإنجازات التي تحقّقت خلال العامين الماضيين. هايلي ستبقى إذاً في منصبها حتى نهاية العام الحالي، وسعت بشكل استباقي إلى تكميم التوقّعات بشأن احتمال ترشّحها إلى رئاسيات 2020، وذلك بعدما سرَت شائعات تفيد بأنّها تخفي طموحات رئاسيّة، مؤكّدة أنّها «ستدعم هذا الرئيس (ترامب)».
«نعمة» وجودها في الأمم المتحدة لم تكن كافية لتستمر في أداء مهماتها في هذا المنصب، غير أنّها لم تقدّم أيّ سبب لاستقالتها، سوى «اعتقادها» أنّ على مسؤولي الحكومة أن يعرفوا «عندما يحين وقت التنحّي». كذلك إن أسباب الاستقالة «ليست شخصية»، وفق ما تؤكّد هايلي التي تحظى برتبة وزير في الحكومة الأميركيّة، خصوصاً أنّ عائلتها كانت «الداعم الأقوى» لها خلال مسيرتها «الحافلة».
بعدما شكرت الرئيس، قالت: «انظروا إلى العامين الماضيين... إلى التحولات الكبيرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة... الآن تحظى الولايات المتحدة بالاحترام. قد لا تحبّ البلدان ما نفعله، لكنّها تحترم ما نفعله، هم يعلمون أنّنا إذا قلنا إننا نريد أن نفعل شيئاً، سنفعله»، مستشهدة بعددٍ من «إنجازات» إدارة ترامب. هذه الإنجازات، بحسب هايلي، تمثّلت في «معاقبة سوريا على خلفية برنامجها الكيميائي، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس... ستكون سفارتنا حيث نشاء أن تكون»، كذلك تحدثت عن فرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية وروسيا، وإجبار الحلفاء في «الناتو» على دفع المزيد، وخفص الإنفاق على الأمم المتحدة إلى 1.3 مليار دولار.
ترامب قال إن هايلي «قامت بعمل رائع» وإنّها «شخص رائع»، وأضاف: «لقد أبلغتني قبل نحو ستة أشهر (...) أنّها ترغب باستراحة»، لكنّه أمل أن «تعود في وقتٍ ما... ربّما بصفة أخرى. يمكنكِ أن تختاري» قال لها الرئيس، بينما أكّدت هايلي أنّها لم تقرّر بشأن الخطوة المقبلة.


جاريد وإيفانكا: أميركا أفضل بفضلكما
«ليس الرئيس وحده من أريد شكره»، قالت هايلي، شاكرةً «السيدة الأولى (ميلانيا ترامب) التي كانت لطيفة للغاية معي». كذلك أشادت بعمل إيفانكا ترامب (ابنة الرئيس)، وجاريد كوشنر (مستشار الرئيس وصهره)، ولا سيما دور هذا الأخير في إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحرّ لدول أميركا الشمالية (نافتا). أضافت: «لا يسعني أن أقول ما يكفي عن جاريد وإيفانكا... جاريد عبقري متخفٍّ لا يفهمه أحد... عملت معه على خطة السلام الخاصة بالشرق الاوسط، وهي خطة جيّدة بشكل لا يصدق. وإيفانكا صديقة عظيمة. هما يفعلان الكثير من الأشياء خلف الكواليس، كنت أتمنّى لو أن العالم يعرفها. نحن بلد أفضل بفضلهما، بفضل وجودهما في هذه الإدارة».
وفي تغريدة لها عبر «تويتر»، كتبت إيفانكا ترامب: «لقد خدمت السفيرة هايلي أميركا بتفوّق وكرامة. وهي مُصلحة جريئة، وكانت تنتصر للحقيقة والواقعية والنزاهة المبدئية داخل الأمم المتحدة. جاريد وأنا ممتنّان لصداقتها - نعمة حقيقية في حياتنا».
كذلك كتب جيش الاحتلال الإسرائيلي تغريدة شكر فيها هايلي و«دعمها لإسرائيل والحقيقة. تحية من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي».