في إطار تسوية لإنهاء أزمة عصفت بشركة صناعة السيارات لشهرين، توصل الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إيلون ماسك، إلى تسوية مع هيئات الرقابة الأميركية، يقدم بموجبها استقالته من منصب رئيس مجلس إدارة الشركة بسبب تغريدة عن تحويل «تسلا» إلى ملكية خاصة. وبموجب الاتفاق، يتحتّم على الشركة وماسك أن يدفع كل منهما 20 مليون دولار إلى الجهات التنظيمية المالية، وأن يتنحّى الملياردير عن رئاسة مجلس إدارة الشركة لمدة ثلاث سنوات، على أن يظل رئيساً تنفيذياً.
ويبدو أن الاتفاق الذي أعلنته لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (أس إي سي) سيكون مبعث ارتياح للمستثمرين الذين خشوا من معركة قضائية طويلة كانت ستضر بصانع السيارات الكهربائية، الذي يتكبد خسائر.



تغريدات ماسك «ضلّلت المستثمرين»
ويأتي هذا النبأ بعدما اتهمت لجنة الأوراق المالية ماسك (47 عاماً) بتضليل المستثمرين عندما قال في تغريدات، نشرها في 7 آب/أغسطس الماضي، إنه يدرس إلغاء إدراج «تسلا» عند سعر 420 دولاراً للسهم وتحويلها إلى شركة خاصة، وإنه دبر التمويل اللازم. حينذاك، ارتفعت أسهم الشركة لفترة وجيزة بعد إعلانه، لكنّها هبطت مرة أخرى. وهي تغريدات اعتبرت اللجنة أنه لم يكن لها أساس من الصحة، وأن فوضى السوق التي أعقبتها أضرّت بالمستثمرين، مشيرةً إلى أنها تسعى لإزاحته من منصبه كمدير. ولهذه الأسباب، أعلنت اللجنة في بيان الخميس، أنها رفعت دعوى قضائية ضدّ ماسك تتّهمه بتضليل المستثمرين، قائلةً: «في الحقيقة لم يناقش ماسك شروط اتفاق محدّد مع أي شركاء تمويل محتملين، ويزعم أنه يعلم أنّ الصفقة المحتملة غير مؤكدة وتخضع لعدد من الحالات الطارئة».
بعد تقديم شكواها في محكمة اتحادية بالمنطقة الجنوبية من نيويورك، أوضحت اللجنة أن تغريدة ماسك تسببت في ارتفاع أسهم «تسلا» بنسبة 6% في ذلك اليوم و«أدّت إلى اضطراب كبير في السوق». كما أعلنت الهيئة التنظيمية أنها تسعى إلى منع ماسك من العمل كموظّف كبير أو مدير شركة عامة، تزامناً مع تراجع أسهم «تسلا» بنسبة 10% في ساعات ما بعد التداول على خلفية تلك الأنباء.
لاحقاً، وبعدما أصبح مستقبل ماسك و«تسلا» على المحك بسبب الدعوى القضائية التي قد تقصيه من موقعه، قال الأخير، في بيان، إنّ «هذا الإجراء الذي لا مبرّر له من قبل هيئة الأوراق المالية يجعلني أشعر بحزن عميق وخيبة أمل». وأضاف: «لقد اتّخذت دائماً إجراءات في مصلحة الحقيقة والشفافية والمستثمرين. والنزاهة هي أهم قيمة في حياتي والحقائق سوف تُظهر أنني لم أقم بذلك أبداً بأيّ شكل من الأشكال».

يتحتّم على الشركة وماسك أن يدفع كل منهما 20 مليون دولار إلى الجهات التنظيمية المالية (أ ف ب )

ما هي التسوية؟
بموجب التسوية التي أُعلن عنها اليوم، يتحتّم على ماسك الامتثال إلى قواعد الاتصال الخاصة بالشركة عند التعليق على «تويتر». وأمام ماسك من الآن 45 يوماً لمغادرة منصبه كرئيس لمجلس إدارة «تسلا». وكانت «أس إي سي» قد سعت في البداية إلى حظر ماسك من العمل في مجلس إدارة أي شركة مدرجة في التداول العام، لكن بموجب الصفقة الجديدة سيكون في استطاعته البقاء كرئيس تنفيذي للشركة، على أن يجرى تعيين «رئيس مجلس إدارة مستقل ومن أجل إجبار «تسلا» على فصل مهام الرئيس التنفيذي عن رئيس مجلس الإدارة، يتعيّن على الشركة الحد من سلطات ماسك داخل الشركة».
وعلى الرغم من هذا، يقول كثير من المحللين إنّ النتيجة جيدة بالنسبة إلى ماسك، وذلك بالنظر إلى أنه سييبقى مسؤولاً عن عمليات الشركة يومياً من خلال منصبه كرئيس تنفيذي.

من هو إيلون ماسك؟
حقّق ماسك ثروة بملايين الدولارات من شركة الدفع على الإنترنت «باي بال» قبل الانتقال إلى «تسلا» وشركة محركات الفضاء الصاروخية «سبيس إكس». ويحتل ماسك الآن رقم 25 في قائمة أغنى أغنياء العالم، وفقاً لتقييم مجلة «فوربس»، التي تقدر ثروته بنحو 19.7 مليار دولار. لكن رائد الأعمال تعرّض لتقلبات مالية خلال فترة الصيف. ويواجه ماسك الآن تهمة بالتشهير بغواص بريطاني شارك في عملية إنقاذ «فتية الكهف» في تايلاند.