أعلن المستشار السابق لدونالد ترامب، ستيف بانون، أنه يعمل على تأسيس منظمة تطلق «ثورة شعبوية» في أوروبا، بغية تعزيز مكانة الحركات اليمينية في القارة العجوز. بانون الذي يُعرف بكونه يمينياً متطرفاً، وقد لُقّب في فترةٍ من الفترات بـ«رئيس الظل» (كان مهندس الحملة الرئاسية لترامب)، يتطلّع إلى مزاحمة الملياردير جورج سوروس الذي يتزّعم في أوروبا منظمة «أوبن سوسايتي» الليبرالية. وتثير خطوة بانون المعلنة جدلاً حول أحقّية التدخل الخارجي في السياسات الداخلية للدول الأوروبية، في وقتٍ لم يُقفل فيه بعد ملف اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئيسية الأخيرة في الولايات المتحدة.

منظمة «الحركة»
تحمل مؤسسة بانون إسم «الحركة» (The Movement) وستتخذ من بروكسل مقراً رئيسياً لها، على أن يتم توظيف عشرة أشخاص في المؤسسة قبل موعد الانتخابات الأوروبية في 2019.
فبحسب موقع «ذي دايلي بيست» الأميركي، ينوي بانون أن تكون الانتخابات الأوروبية المقررة في أيار/ مايو 2019 أولى استحقاقات مؤسسته المستقبلية، في وقت قال فيه «لقد حققنا نجاحاً كبيراً لدرجة أننا سنبدأ بقبول طلبات التوظيف».
وبحسب تقرير نشره الموقع الأميركي أول من أمس، يمكن لـ«الحركة» أن تزود شخصيات سياسية يمينية لا تحظى بالضرورة بدعم منظمات فاعلة، باستطلاعات واستشارات وافكار ومقترحات.
بانون الذي ترأس سابقاً الموقع اليميني «بريبارت نيوز»، أكد أن مهام هذه المنظمة ستشمل الاستطلاعات، تقديم الاستشارة واستهداف البيانات، إضافةً إلى كونها ستضم مركز دراسات لأحزاب قومية عدة في أوروبا.

إمبراطورية أوروبية
بعد إقصائه من منصبه في البيت الأبيض، تطلّع بانون إلى إنشاء «إمبراطورية» في أوروبا، تكرّسه شبه حاكمٍ هناك، في مقابل الملياردير جورج سوروس.
مع اجباره على ترك الإدارة الأميركية بعد المجادلات الداخلية التي خرجت لاحقاً إلى الضوء في كتاب النار والغضب، يخطط لتأسيس «إمبراطورية» له في القارة الأوروبية. وقد قال بانون في حديث إلى الموقع: «أفضّل أن أحكم في الجحيم، على أن أكون خادماً في الجنة»، في اقتباسٍ لجملة من قصيدة «الفردوس المفقود» لجون ميلتون.
يطمح بانون إلى التقدم على منظمة جورج سوروس


ويبدو أن الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة في أوروبا، ولا سيما إعادة انتخاب فيكتور أوربان في المجر، ووصول حزب «الرابطة» اليميني المتطرف إلى السلطة في إيطاليا مع حركة «خمس نجوم» الشعبوية، تمنح فرصةً لبانون في تحقيق ما يطمح إليه. وقد قال بانون إن إيطاليا هي «القلب النابض للسياسة الحديثة. ما ينجح هناك قد ينجح في اي مكان».
كذلك، وعلى مدى العام الماضي، عقد المستشار الرئاسي السابق محادثات مع مجموعات من اليمين عبر القارة الأوروبية، مثل نايجل فاراج، وأعضاء في الجبهة الوطنية لمارين لوبن، في الغرب، ومع فيكتور أوربان والشعبويين البولنديين في الشرق. في السياق نفسه، نقلت «ذي ديلي تليغراف» قبل أسبوع عن بانون قوله إن «الوقت قد حان كي ينافس وزير الخارجية السابق، اليميني بوريس جونسون رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على منصبها». إلى ذلك، وأشارت وسائل اعلام عدة الى ان بانون، نزل في احد الفنادق الفخمة في لندن خلال زيارة ترامب لاوروبا واستقبل ممثلين لحركات يمينية في اوروبا.

The Movement vs Open Society
يضع بانون منظمة «أوبن سوسايتي» نصب عينيه، ويطمح إلى التقدم عليها عبر دعم جهات وقضايا مناهضة لما تدعمه. المنظمة التي تأسست عام 1984 صرفت حتى الآن 32 مليار دولار على قضايا ليبرالية، وهي تمثل هاجساً لليمينيين ومؤيدي الحركات الشعبوية في أوروبا وفي الولايات المتحدة. وقد قال بانون عن سوروس (87 عاماً) إنه «شيطان لكنه لامع».
ويتهم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة منظمة سوروس بأنها تقف خلف أزمة 2008 الاقتصادية، تحركات مثل «Black Lives Matter» ودعم احتجاجات تابعة لليسار عموماً. ومؤخراً، زعم موقع مؤيد لترامب أن سوروس حاول صناعة حرب أهلية في الولايات المتحدة، كما أنه يقف وراء تدفق الاجئين الأوروبيين إلى أوروبا، «بهدف تقليص السيادة في الدول الأوروبية».