تراجعت الولايات المتحدة عن تعهّدها بتمويل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بمبلغ مليونَي دولار، في وقتٍ خفضت مستوى تمثيلها في مؤتمر يبدأ غداً حول القضية، وذلك في أحدث خطوة تتّخذها إدارة الرئيس دونالد ترامب للحدّ من التمويل الذي تقدّمه للمنظمة الدولية.وأفاد مسؤول أميركي بأنّ الخطوة جاءت بسبب قرار اتخذه رئيس المكتب ــ وهو دبلوماسي روسي ــ يقضي بمنع جماعات المصالح (المجتمع المدني) والمنظمات غير الحكومية من حضور جزء من فعاليات اليوم الافتتاحي للمؤتمر.
وعمَّا إذا كان للقرار أيّ علاقة بكون رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، روسيّ الجنسيّة، قال المسؤول «هذا مهم»، مضيفاً أنّ فورونكوف تعرّض لـ«ضغوط هائلة من وطنه» في ما يتعلّق بالمؤتمر.
وبحسب المسؤول الأميركي، فإنّ الولايات المتحدة ودولاً أخرى دفعت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس وفورونكوف الذي عين في منصبه قبل عام واحد، للسماح لهذه الجماعات بحضور المؤتمر بأكمله، خصوصاً أنّ لديها مساهمات ذات قيمة. في هذا الإطار، أضاف: «لم تجد جهودنا آذاناً صاغية، ويبدو أنّ آراء دول مثل سوريا وفنزويلا وإيران وروسيا لها ثقل أكبر من آراء الدول التي تبذل معظم الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب».
إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى في الأمم المتحدة شرح سبب عدم السمح لهذه الجماعات ووسائل الإعلام بحضور جلستين في أول أيام المؤتمر غداً الخميس، حول تبادل المعلومات والخبرات ومحاربة المقاتلين الأجانب، بالإشارة إلى «تبادل الكثير من المعلومات الحسّاسة بين رؤساء وكالات مكافحة الإرهاب». وأضاف أنّه من المتوقع مشاركة قرابة 120 دولة في المؤتمر إلى جانب مئة من جماعات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن نحو 75 في المئة من الوفود، ستكون بقيادة رؤساء وكالات مكافحة الإرهاب أو وزراء داخلية.