في الوقت الذي يهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من «الاتفاق النووي» مع إيران، في ١٢ أيار المقبل، حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من أن إيران مستعدّة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ«قوة» في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن هناك «إجراءات صارمة» أخرى يجري البحث فيها إذا ما جرى ذلك.ظريف الذي يزور نيويورك لحضور اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إنّ طهران «لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، لكنّ الردّ المحتمل على واشنطن، هو إعادة إنتاج اليورانيوم المخصّب»، معتبراً أن «المساعي الأميركية لتغيير الاتفاق النووي تبعث برسالة خطيرة جداً مفادها أن الدول يجب ألا تتفاوض أبداً مع واشنطن».
وانتقد ظريف في حديثه، محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «استرضاء الرئيس (دونالد ترامب)»، مشيراً إلى أنها «ستكون ممارسة عديمة الجدوى، فالولايات المتحدة لم تفشل فحسب في تنفيذ ما عليها (في الاتفاق) بل تطلب المزيد». في هذا الإطار، أكد أن «هذه رسالة خطيرة جداً للشعب الإيراني ولشعوب العالم أيضاً، مفادها أن عليك ألا تتوصل لاتفاق أبداً مع الولايات المتحدة، لأن في نهاية المطاف مبدأ الولايات المتحدة الرئيسي هو ما لدي هو ملك لي، وما لديك قابل للتفاوض».
بناء على ما تقدّم، شدد ظريف على أنه إذا ألغت واشنطن الاتفاق، فإن «إيران لن تلتزم به على الأرجح مع الدول الموقعة الأخرى فقط (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) وهذا مستبعد جداً». وأضاف أن «من المهم لإيران أن تجني فوائد الاتفاق، لذلك من غير الوارد أن تطبق إيران الاتفاق من طرف واحد».
من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة له على قناة «سي بي أس» الأميركية، «العدو الإسرائيلي من مغبة مواصلة اعتداءاته العسكرية على سوريا». وقال: «خلال الأشهر الـ15 منذ توليه الرئاسة، لم يكن ترامب ملتزماً بالاتفاق النووي. فهو وإدارته لم يتركوا إجراء إلا وبادروا إليه ليتأكدوا من عدم انتفاع إيران من المزايا الاقتصادية للاتفاق».