بعد مرور نحو أسبوع على حادثة مقهى «ستاربكس»، قتل شاب أسود يدعى ديانتي ياربر بنحو عشرين رصاصة أطلقها رجال شرطة على موقف للسيارات في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وفق ما أعلن محامي الشاب، في وقتٍ تشهد فيه الولايات المتحدة تزايداً ملحوظاً في عدد الاعتداءات التي تأخذ طابعي الكراهية والتمييز العنصري ضدّ السود.محامي الضحية، لي ميريت، أكد في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن ياربر (26 عاماً) كان بدون سلاح ويقود آلية أثناء ركنها في موقف سيارات تابع لمتجر «وول مارت» في مدينة بارستو على بعد 185 كلم شمال شرق لوس أنجلس، حين أطلق رجال الشرطة نحو ثلاثين رصاصة أصابت عشرون منها ياربر، في هذا الحادث الذي وقع في الخامس من نيسان/ أبريل.
وأوضح ميريت أن السيارة كانت تقلّ أربعة ركاب، بينهم شابة في السادسة والعشرين تدعى ماريانا تافويا كانت تجلس في المقعد الخلفي، ونقلت إلى المستشفى بعد إصابتها برصاصة. وإلى جانب تافويا، أصيبت سيدة أخرى كانت في السيارة بجروح طفيفة.

رواية الشرطة: عود على بدء
وفقاً لما بات سائداً مع كل حادثة قتل مماثلة، لم تبدُ رواية الشرطة «المقتضبة» مقنعة لناحية تبرير إطلاق النار على شاب أعزل؛ إذ زعم بيان الشرطة أن عناصرها تدخّلوا بعد اتصال يتحدث عن «آلية مشبوهة في مرآب» المتجر، وأن ياربر «رفض الامتثال لأوامر رجال الشرطة الذين طلبوا منه النزول من سيارته». يضيف البيان أن ياربر «قام بالرجوع بسرعة إلى الوراء وصدم سيارة الشرطة قبل أن ينطلق مجدداً بسيارته باتجاه الشرطيين، ثم يعود بها إلى الوراء مجدداً ويصدم سيارة أخرى للشرطة»، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار باتجاهه.
وفي بيانٍ لاحق، قال مكتب مسؤول شرطة سان برناردينو، الذي يشرف على مدينة بارستو، أن ياربر كان «يجري البحث عنه لاستجوابه بشأن جنحة وقعت مؤخراً وتتعلّق بسرقة سيارة». إلا أن محامي الضحية ندد بإطلاق «أكثر من ثلاثين رصاصة (من قبل الشرطة) على سيارة مكتظة بأشخاص لا يشكلون أي خطر على أحد»، مشيراً إلى أنه ينوي رفع دعوى على الشرطة خلال الأسبوع الحالي، باسم عائلة ياربر «الذي كان أباً لثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين سنة وتسع نسوات».


حادثة «ستاربكس»
حادثة قتل الشاب تأتي بعد أسبوع من تصاعد حدّة التوتر في البلاد على خلفية حادثة أخرى مشابهة، أثارت موجات واسعة من الغضب والانتقاد لإدارة شركة «ستاربكس» بعد اتهام العاملين فيها بالعنصرية ضد السود. في تفاصيل الحادثة التي وقعت في أحد فروع «ستارباكس» في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسيلفانيا، يُظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي استجواب الشرطة بالزي الرسمي لرجلين، ثم تكبيلهما بالأغلال، وهما لا يظهران أي مقاومة. وكتبت ميليسا ديبينو، إحدى زبونات المقهى التي صورت الفيديو ونشرته عبر «تويتر»، في تعليق رافق الشريط: «أوقفت الشرطة الرجلين لأنهما لم يطلبا شيئاً في المقهى. كانا ينتظران صديقاً وصل عندما كانت الشرطة تقتاد صديقيه وهما مكبلان، مع أنهما لم يرتكبا أي شيء. وكل البيض يتساءلون لم لا يحصل ذلك معهم في الموقف نفسه».
وقد تبين لاحقاً، وفقاً لإفادة شرطة فيلادلفيا، أنها تلقت مكالمة من خدمة الطوارئ 911 من أحد عمال «ستاربكس»، الذي قال إن الرجلين بعد جلوسهما رفضا شراء أي شيء، وقالت الشرطة إن الضباط طلبوا «بأدب» منهما المغادرة قبل أن يتم اعتقالهما.



«ستارباكس» تعتذر
سعياً منه لتخفيف حدة الهجوم الواقعة على شبكة المقاهي العالمية الشهيرة، قدم الرئيس التنفيذي لـ«ستارباكس»، كيفين جونسون، أول من أمس اعتذاراً للرجلين الذين أطلق سراحما لاحقاً، بعد موجة الاستنكار التي سببها شريط الفيديو. وأكد جونسون، في بيان، أن الشركة التي «تعارض بقوة التمييز العنصري» بدأت «مراجعة كاملة لممارساتها».
وغداة اعتذاره، أعلنت إدارة الشركة أنها ستغلق 8 آلاف من فروعها في مختلف أرجاء الولايات المتحدة لمدة يوم واحد فقط هو 29 أيار/ مايو المقبل، وذلك لتدريب نحو 175 ألف عامل على تجنب مظاهر التفرقة العنصرية في متاجرها. وأوضحت أن المناهج الدراسية ستصمم «لمعالجة التحيز الضمني وتحفيز المشاركة الواعية ومنع التمييز وضمان أن يشعر الجميع داخل متجر ستاربكس بأمان، وأنه مرحب بهم».

اتُّهمت الشركة بالعنصرية عقب استدعائها الشرطة لرجلين أسودين تأخرا في طلب أي شيء (مارك ماكيلا - غيتي)