فرضت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، عقوبات على شخصيات روسية متّهمة بمحاولة «التأثير» في نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2016، وبالضلوع في هجمات معلوماتية أخرى، في أكثر الإجراءات خطورةً التي تتخذها الإدارة الأميركية بحقّ موسكو. وفق مسؤولين بارزين، تستهدف تلك العقوبات خمسة كيانات و19 فرداً، فيما أوضح وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوتشين، أن «الإدارة تواجه وتتصدى لأنشطة معلوماتية روسية مؤذية تشمل محاولتها التدخل في الانتخابات الأميركية وعمليات قرصنة معلوماتية مدمرة».
تترجم العقوبات خصوصاً عبر تجميد أصول أشخاص معنيين وحظر شركات أميركية من القيام بتعاملات معها، وتشكّل، وفق مسؤول أميركي، رداً على عدة هجمات معلوماتية نسبتها الولايات المتحدة إلى روسيا، من بينها محاولة قرصنة نظام توزيع الطاقة.
كان الكونغرس قد أبدى سابقاً تأييده لفرض عقوبات على روسيا، لكن وزارة الخزانة اكتفت في 30 كانون الثاني بنشر لائحة من 200 مسؤول روسي، لكن من دون إعلان إجراءات عقابية فورية.

روسيا: الردّ قادم
قال دبلوماسي روسي كبير، إن روسيا تُعدّ «تدابير للرد» على العقوبات الأميركية التي كشفتها واشنطن اليوم. وفق وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن بلاده ستردّ «بهدوء» وإنها بدأت «إعداد تدابير للرد»، مؤكداً أن العقوبات الأميركية «مرتبطة بحملة الانتخابات» الرئاسية الروسية التي ستجري الأحد المقبل.

الغرب خلف بريطانيا
تتزامن عقوبات إدارة ترامب على موسكو مع صدور بيان مشترك لباريس ولندن وواشنطن وبرلين، اعتبرت فيه أن مسؤولية روسيا هي التفسير الوحيد «المعقول» لتسميم العميل الروسي السابق، سيرغي سكريبال، في بريطانيا، وطلبت من موسكو تقديم «كل المعلومات» عن البرنامج الكيميائي «نوفيتشوك». ودعت العواصم الأربع في بيانها «روسيا إلى الرد على كل الأسئلة المرتبطة» بهذه القضية، فيما أشارت في الوقت نفسه إلى أن محاولة الاغتيال المفترضة هي عبارة عن «خرق واضح» للقانون الدولي. في المقابل، لم يرد في البيان إشارة إلى إجراءات تريد تلك الدول اتخاذها بحقّ موسكو في إطار هذه القضية.
وأضاف البيان أن «استخدام غاز الأعصاب السام هذا من النوع العسكري الذي طورته روسيا، يشكّل أول استخدام هجومي لغاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».

ماي: نحن متحدون
خلال زيارتها لسالزبيري، اليوم، للمرة الأولى منذ التسميم المفترض لسكريبال في 4 آذار، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بـ«وحدة» الحلفاء في مواجهة روسيا بعدما حمّلتها مسؤولية الهجوم. تابعت ماي قائلةً إن «هذا الأمر وقع في بريطانيا، لكن كان يمكن أن يحصل في أي مكان ونحن متحدون في مواجهة ذلك».
من جهته، ردّ ريابكوف على الاتهام الغربي بالقول إن موسكو لم تطور قَطّ، حتى في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق برنامج الأسلحة الكيميائية «نوفيتشوك»، غاز الأعصاب الذي يشار إليه في قضية تسميم العميل سكريبال في بريطانيا.