رام الله ــ أحمد شاكربعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزّة بين «حماس» وبقايا حركة «فتح»، يبدو أن علاقة الحركة الإسلامية و«الجهاد الإسلامي» تتجه إلى تأزّم. وذكرت مصادر فلسطينية موثوقة، لـ«الأخبار» أمس، أن «توتراً كبيراً يسود علاقات حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وذلك بعد فترة قصيرة من الهدوء والمدح المتبادل بين الحركتين الإسلاميتين».
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إلى أن التوتر مرده حادثتان: الأولى دهم مخزن سلاح تابع لـ«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد»، والثانية طرد «حماس» عناصر «الجهاد» من مساجد تسيطر عليها الأخيرة في مدينة غزة.
وبيّنت المصادر أن «عناصر الشرطة التابعين لحركة حماس استولوا على مخزن للأسلحة يتبع لسرايا القدس أثناء هجومهم على عائلة حلس، وأن الشرطة المقالة عرضت بعض العبوات الناسفة التي تصنعها الجهاد في غزة على وسائل الإعلام على أنها استولت عليها خلال القتال مع آل حلّس».
وقالت المصادر إن اتصالات حركة «الجهاد الإسلامي» لمنع هذا العمل باءت بالفشل بعدما اشتبك عناصر من «سرايا القدس» مع «كتائب القسام» قبل السيطرة على مخزن الأسلحة.
وأضافت أن «التوتر زاد عقب استيلاء حركة حماس على مسجدين تديرهما حركة الجهاد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وهما مسجدا طارق بن زياد والرحمن، وقد وصل التوتر إلى حد إبلاغ جهاز الشرطة التابع لحماس عناصر الجهاد أنه لن يسمح لهم بالاقتراب من المسجدين أو الصلاة فيهما».
وأشارت المصادر إلى حادثة ثالثة تزيد التوتر، عندما استولت «حماس على مركز للتدريب تابع لحركة الجهاد شمال القطاع، بدعوى أنه يعوق عمل كتائب القسام، وجرفت المركز العسكري من دون أن تسمح لأحد بأخذ أي شيء منه، رغم مطالبات الجهاد بوقف الهدم». وأضافت المصادر أن «حماس» استولت أيضاً على مركز تدريب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يقع قرب مركز «الجهاد».
واتهمت مصادر مقربة من حركة «الجهاد الإسلامي» الشرطة المقالة وحركة «حماس» بممارسة أعمال «استفزازية بحق عناصرها، وأنها تضمر لهم الكثير من النيات الهجومية». وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إن «الجهاد تتشكك في نيات حركة حماس تجاهها، وخاصة أنها تتعامل مع الحركة في كثير من الأحيان على أنها مقرّبة من حركة فتح، وأن حماس سبق أن استولت على مساجد كثيرة تديرها الجهاد، وبعد اتصالات في الداخل والخارج تعيد حماس هذه المساجد إلى إدارة الجهاد وسيطرتها». وأشارت مصادر «الجهاد» إلى أن «الاتصالات لم تفعل الشيء المطلوب لترطيب الأجواء بين الحركتين»، مشيرةً إلى أن «حماس ترغب في نفي الجهاد، وخاصة بعد تثبيت نفسها قوةً رئيسية في الساحة الفلسطينية، وأن كل التفاهمات الأخوية التي جرى الاتفاق عليها بين قيادة الحركتين في غزة ودمشق لم تترجم على الأرض».
وذكرت المصادر أن حركة «الجهاد الإسلامي» «أعدت نفسها لأسوأ الاحتمالات، وهو المواجهة مع حماس، لكن قادتها يرفضون حتى الآن التلويح بذلك وحتى التلويح بقطع العلاقات مع الحركة».