اعتباراً من صباح أمس، بدأ العدّ العكسي في أميركا والعالم ليوم العشرين من كانون الثاني المقبل، الموعد الذي سيحوّل نتائج التصويت التاريخي الذي توّج باراك أوباما رئيساً منتخباً، إلى واقع مع دخوله إلى البيت الأبيض.وكان العالم قد استفاق، أمس، على تأكيد أوباما على وعده بـ«التغيير»، وذلك في خطاب نصر مؤثّر شدّد في خلاله لشعوب المعمورة على أن «قصصنا منفردة، لكن مصيرنا مشترك»، مقدّماً نفسه على أنه رئيس سيعمل على تغيير السياسة الأميركية الخارجية، ومعلناً افتتاح «عصر أميركي جديد».
خطاب أعلن خلاله «كينيدي الأسود» بداية حقبة جديدة من تاريخ الولايات المتحدة. وقال «كان هذا مقدّراً أن يحدث منذ فترة طويلة، لكن الليلة ونتيجة لما فعلناه في هذه اللحظة الفاصلة أتى التغيير إلى أميركا». ودعا أوباما الأميركيين إلى دعم روح الوحدة لمجابهة التحديات الملحّة ودعم «روح التضحية الجديدة». كما هنأ غريمه الجمهوري المهزوم جون ماكاين على الحملة الطويلة والشاقة التي خاضها.
ولم يطل انتظار ماكاين لإعلان هزيمته عبر اتصال مع أوباما لتهنئته. وقال المرشح الجمهوري، في خطاب الإقرار بالهزيمة، إن «الشعب قال كلمته»، مشدداً على أنه «يعتزم مساعدة أوباما في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه الأميركيين». وأضاف «مهما كانت الخلافات بيننا فنحن مواطنان أميركيان».
وكان فوز أوباما استثنائياً بكل المعايير، ولا سيما أنه ترافق مع سيطرة ديموقراطية في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب. وحصل أوباما على أكثر من ضعف ما حصل عليه منافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة، متجاوزاً 187 صوتاً انتخابياً، فضلاً عن انتزاعه ولايات كانت محسوبة تاريخيّاً على الجمهوريين. وأظهرت نتائج الفرز النهائي في 48 من أصل خمسين ولاية، حصول أوباما على 349 صوتاً في المجمعات الانتخابيّة، مقابل حصول ماكاين على 163 صوتاً. وللمرة الأولى منذ إيثاره الابتعاد عن الإعلام خشية تأثيره على المرشّح الجمهوري، خرج الرئيس الأميركي جورج بوش عن صمته، ليعلن دعوته أوباما وزوجته إلى زيارة البيت الأبيض، معرباً عن أمله في أن تتم هذه الزيارة «في أقرب وقت ممكن». ووصف، في اتصال هاتفي مع سيناتور ألينوي، ساعات صدور النتائج بأنها «كانت ليلة مدهشة».
ورغم موجة الترحيب التي انطلقت من مختلف أرجاء العالم، إلا أن هذا لم يمنع نبرة تحدّ من الظهور، وخصوصاً في روسيا، التي أعلن رئيسها، دميتري مدفيديف، أن بلاده ستنصب صواريخ «اسكندر» في كالينينغراد لمواجهة الدرع الصاروخيّة الأميركيّة في بولندا وتشيكيا. كما شن حملة على السياسة الخارجية الأميركية باعتبارها سبب التوتر في العالم.
العالم العربي كان له أيضاً حصة من الترحيب بالرئيس الجديد، مع تركيز معظم قادته على حل القضية الفلسطينية. أما إيران فقد زاوجت بين الترحيب والتحذير من مغبة أي اختراق أميركي لحدودها من العراق.
(الأخبار)