ملف مفاوضات السلام على المسار السوري كانت محور تصريحات المسؤولين الإسرائيليين خلال اليومين الماضيين، مع الإعلان عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى تركيا لبحث استئناف المفاوضات غير المباشرة، وربما الانتقال إلى المباشرة.وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن أن أولمرت عقد، خلال زيارته الخاطفة إلى بريطانيا قبل أيام، اجتماعات سرية مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات بين إسرائيل وسوريا. وقالت إنه جرى الحفاظ على سرية الاجتماعات، التي لم يعلم بها سوى ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أحدهم رئيس «الموساد» مائير داغان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، قالت إنها مطلعة على الاجتماعات السرية، ادعاءها بأن «أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل مفصلة». وأشارت إلى أن أولمرت سيتوجه إلى تركيا يوم الاثنين المقبل للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان للتباحث في إمكان انتقال المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة إلى مسار مباشر.
وأفاد المراسل السياسي لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، روني سوفير، أن «سفر أولمرت إلى تركيا يأتي في أعقاب تقدم كبير طرأ في الأيام الأخيرة على الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا».
وأضاف سوفير، المقرب من مكتب أولمرت، إنه «ليس مستبعداً أن الحديث يدور عن وجود استعداد لدى الأسد لإعلان رغبته في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بشأن استعادة هضبة الجولان واحتمال موافقته على تأجيرها لإسرائيل بعد ذلك».
وذكر سوفير أن «مبعوثاً تركياً قد يتوجّه إلى دمشق»، مشيراً إلى أن لا تأكيد رسميّاً للنبأ. لكنه أضاف إن «التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هذا يأتي في إطار مبادرة سورية لربط الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بمسار المفاوضات الإسرائيلي – السوري».
ونقل سوفير عن مصادر في مكتب أولمرت نفيهم للأنباء التي ترددت الأسبوع الحالي عن رسالة سورية إلى إسرائيل تتضمن المطالبة بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وأن هذه الرسالة لم تؤد إلى حدوث انطلاقة في المحادثات. وقال مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت إن «شخصاً مطلعاً على التفاصيل (التي تضمنتها الرسالة السورية) يقول إن الأنباء عن فحواها ليست صحيحة».
وأشار سوفير إلى أن المصادر في مكتب أولمرت ترفض التحدث عن «انطلاقة» في المفاوضات، لكنهم يتحدثون في المقابل عن أجواء تفاؤل أعقبت سلسلة اتصالات من وراء الكواليس. وذكرت المصادر ذاتها ضلوع كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في الاتصالات، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إضافةً إلى الاتصالات الحثيثة التي يجريها ملك الأردن عبد الله الثاني مع الرئيس السوري ومسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
وكان أولمرت قد قال أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي إن «لإسرائيل مصلحة عليا في مواصلة المسيرة المفاوضات مع سوريا». ورأى أن نظام بشار الأسد «غير توّاق للانتماء لدول محور الشر»، لافتاً إلى أن «ارتباطه بالنظام الإيراني يعود إلى ملابسات مصلحية لا ايديولوجية».
(يو بي آي)