القاهرة ــ خالد محمود رمضانالسجال المصري ـــــ السوري خلال جلسة وزراء الخارجية العرب، الأسبوع الماضي، أعاد التوتر بين البلدين إلى واجهة الأحداث، ولا سيما أن القاهرة دأبت خلال الأيام الماضية على الرد على مطالبة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمصر بالحياد في الوساطة الفلسطينية، ما أعاد إحياء الأنباء التي تردّدت خلال الأشهر الماضية عن احتمال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة والرياض، ضمن جولة عربية، كرئيس للقمة العربية.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مصرية واسعة الاطلاع لـ«الأخبار»، إن ثمة قراراً غير معلن من مصر والسعودية بعدم الاستجابة إلى طلب الرئيس السوري بزيارتهما خلال رئاسته للدورة الحالية للقمة العربية. وأوضحت أن «الموقفين هما امتداد عملي لمقاطعة الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لأعمال القمة العربية في دمشق».
وثمة تكهنات أن الكويت وقطر تسعيان للجمع بين مبارك والأسد من جهة، والأسد وعبد الله من جهة أخرى على هامش أعمال أول قمة اقتصادية عربية ستعقد في الكويت يومي 19 و20 كانون الثاني من العام المقبل، إذا قرّر الزعماء الثلاثة المشاركة.
وألقى مسؤول مصري رفيع المستوى مسؤولية تدهور العلاقات المصرية السورية من جهة والسورية السعودية من جهة أخرى على عاتق دمشق بسبب «سياستها الملتبسة، سواء حيال إيران أو لبنان أو الوضع الفلسطيني». وقال لـ«الأخبار» إنه «كان بإمكان الرئيس السوري التجاوب مع مطالب القاهرة والرياض برفع اليد عن لبنان بأسرع مما حدث وعلى نحو لا يمس كرامة سوريا ولا يمثّل أي محاولة للتعريض بها».
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن العلاقة المصرية السورية علاقة عربية ـــــ عربية، و«لا يسمح لأي طرف آخر بالتدخل فيها، ولم ولن نطرحها مع الأوروبيين».
ورأى أبو الغيط، في تصريحات على هامش زيارته لبروكسل أول من أمس، أن «هناك بعض المسائل التي تمنع عودة العلاقات بين دمشق والقاهرة إلى سابق عهدها، أو إلى ما يجب أن تكون عليه». وأضاف «إذا ما عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، آمل أن يحمل المستقبل تغيّراً في الموقف».
إلى ذلك، غادر السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد العاصمة المصرية إلى دمشق في إجازة اعتيادية لتمضية عطلة العيد، وفقاً لما أكده لـ«الأخبار» في اتصال هاتفي من دمشق. وكان في وداع أحمد، أمس، عدد كبير من العاملين في السفارة السورية في القاهرة، كما اصطحب معه زوجته وخمس حقائب كبيرة تحمل أمتعته على ما يبدو.
وتأخر إصدار إخطار في مطار القاهرة ليدخل السفير السوري صالة كبار الزوار، ما أوشك على زيادة أجواء التوتر. إلا أن اتصالاً بمكتب وزارة الخارجية في المطار أدى إلى استدراك هذا الأمر.