تحذيرات دوليّة من أزمة صحيّة في القطاع... ومطالبات بفتح المعابروقال بان، أمام مقرّ الأمم المتحدة في غزّة الذي كان الدخان لا يزال يتصاعد منه جراء قصفه، «هذا هجوم مشين وغير مقبول من الأمم المتحدة». وتابع «يجب إجراء تحقيق كامل وتقديم تفسير تام لضمان عدم تكرار هذا العمل مطلقاً. ويجب إجراء محاسبة عبر نظام قضائي ملائم»، مضيفاً أن مشاهد ما بعد الحرب في غزة «ينفطر لها القلب».
وقال بان، وهو الشخصية الدولية الرسميّة الأولى التي تزور قطاع غزة منذ سيطرة «حماس» عليه في 14 حزيران 2007، «أشعر بالاشمئزاز. ولا أستطيع وصف ما أشعر به بعدما رأيت موقع مقر الأمم المتحدة المدمّر... وحتى هذا الصباح لا يزال المبنى يحترق». وأضاف «لقد احتججت مرات عديدة، واليوم أنا أحتجّ مرة أخرى بأقسى العبارات وأدين ذلك. وطلبت إجراء تحقيق كامل ومحاسبة المسؤولين».
واتّهم بان إسرائيل باستخدام «القوة المفرطة» في النزاع، إلا أنه دان إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، ووصف ذلك بأنه «غير مقبول مطلقاً». كما شدد على الحاجة لبذل «جهد دولي هائل» لحل النزاع في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب بسلام مع إسرائيل. وقال إنه «مصمم أكثر من أي وقت مضى على تحقيق ذلك».
وفي وقت لاحق، قام بان ة بزيارة إلى جنوب إسرائيل الذي ضربته الصواريخ الفلسطينية خلال حرب غزة، وذلك تلبية لشرط إسرائيلي سابق للسماح للأمين العام بالتوجه إلى غزّة.
وكانت إسرائيل قد قصفت الخميس الماضي مخازن الأغذية والوقود في المنشآت التابعة لوكالة الـ«أونروا»، الأمر الذي وصفه بان في ذلك الوقت بأنه «هجوم وحشي». كذلك، قصفت قوات الاحتلال خلال حربها الهمجية ضد غزة، أربعة مبانٍ أخرى تابعة للأمم المتحدة، من بينها مدرستان لجأ إليهما السكان خوفاً من القتال.
وعشيّة توجّهه إلى إسرائيل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جون هولمز، إن فتح المعابر إلى غزة لم يكن جزءاً من قرار وقف إطلاق النار، وإنه سيعمل خلال أيام على إعادة فتحها كلياً تلبية لاحتياجات المنطقة الهائلة بعد الحرب.
وقال هولمز، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة، «نريد وقف إطلاق نار دائم، لا مؤقت، وإعادة فتح معابر مستدام، لا مؤقت. الدخول إلى غزة لا يزال صعباً للغاية بالنسبة إلى عمال الإغاثة. والوقود لا يزال مثار قلق رغم دخول كميّات محدودة. وهذا ضروري للمخابز ومحطة توليد الطاقة وسائر الخدمات».
ووصف هولمز «البيروقراطية الإسرائيلية» بأنها صعبة للغاية. وقال «لا بد من تذليل البيروقراطية الإسرائيلية. وهذا ما سأسعى لإنجازه هذا الأسبوع عندما أتوجه إلى إسرائيل».
وتابع هولمز أن الأمم المتحدة طلبت من الإسرائيليين إجراء تحقيق، «لكننا أيضاً طلبنا تحقيقاً مستقلاً. والتحقيق الإسرائيلي لن يكون مستقلاً بالطبع». وأكد أن الأمم المتحدة خسرت 9 من موظفيها وأصيب 11 خلال الحرب.
أمّا مدير عمليات «الأونروا» في غزة، جون غينغ، فقد نفى أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة قد التقى بأي شخصية أو أي مسؤول من «حماس» خلال زيارته القصيرة لقطاع غزة. وقال إن المطالبة بمحاسبة المسؤولين وفتح التحقيق جاء بطلب شخصي مباشر منه، لا بناءً على إيعاز من أيّ شخصية في القطاع.
وتوقع هولمز وغينغ أن يتم فتح مدارس غزة للتلامذة السبت المقبل، بعد إيجاد مأوى لنحو عشرين ألف نازح لا يزالون يشغلون المدارس بسبب تهدّم منازلهم، وبسبب انتشار القذائف غير المنفجرة في أماكن كثيرة.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول الصحة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا)، غيدو ساباتينيلي، أن «قطاع غزة يبدو الآن كأنه منطقة تعرضت لزلزال»، مشيراً إلى «تشرّد الكثير من الناس». وأكدت وكالة الـ«أونروا» أن العديد من الفلسطينيين الذين خرجوا من المخابئ إثر وقف المعارك قبل ثلاثة أيام عادوا إليها بعدما تبيّن لهم خراب منازلهم.
وفي جنيف، حذّرت رئيسة منظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، من أزمة صحيّة تلوح في الأفق حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني في غزة. وقالت إنها تشعر «بقلق شديد» بشأن وقف حملة التحصين والرعاية الصحيّة الأخرى اللازمة لإنقاذ حياة السكان في الأراضي وعدم توفّر أكثر من 2000 سرير في المستشفيات في غزة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)