strong>ملامح عن المخرج السياسي لوقف العدوان كما يتصوره الاحتلاليجتهد الإسرائيليون في تقديم قراءة للحراك السياسي الدائر في مصر بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية المرجوّة والمتمثلة في الشروط التي تضمن مخرجاً سياسيّاً يُنهي العدوان على غزة وفق معادلة تُثبّت «هزيمة حماس» و«انتصار إسرائيل»

محمد بدير
يحاول الكثير من المعلقين في إسرائيل رسم ملامح الحل في المفاوضات الدائرة في القاهرة بين القيادة المصرية ووفد «حماس»، على اعتبارها مسعىً مصرياً لانتزاع الإقرار من الحركة بالشروط الإسرائيلية، وهو مسعى مصحوب بقوة نارية هائلة يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضدّ مدن قطاع غزة ومخيماته وسكانه، في محاولة لممارسة ضغط ميداني يتيح للقيادة المصريّة التلويح به أمام وفد «حماس» لحثّها على قبول المبادرة المصرية. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن مراحل المسار المصري لإنهاء حملة «الرصاص المصهور» تبدو على النحو الآتي:
ـ وقف نار مؤقت وتوقف قوات الجيش الإسرائيلي في المكان. ـ استكمال التفاهمات مع مصر لمنع التهريب إلى القطاع، بما في ذلك إدخال قوات هندسية أميركية. وبعد تحقق الهدوء، سيكون ممكناً تحقيق وقف نار كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. وفقط عندها تُجرى مداولات على فتح المعابر.
وبحسب «معاريف»، فإن مصر تعمل على تحقيق تعهد من «حماس» لوقف النار في أثناء المرحلة الأولى من الهدنة. وبعد بدء الهدنة، تستكمل «خطة ناجعة لمنع التهريب بإسناد ومساعدة أميركية» مع مصر. والمقصود هو اتفاق مع مصر لمنع التهريب عبر معبر فيلادلفي إلى قطاع غزة ودخول طواقم هندسية أميركية تساعد في العثور على الأنفاق وتدميرها.
وتوضح المصادر السياسية الإسرائيلية أنه فقط في المرحلة التي يتحقق فيها الهدوء سيكون ممكناً الحديث عن وقف النار، وعندها تبدأ المداولات على فتح المعابر، بما فيها معبر رفحبدوره، قدم المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، مقاربة متفائلة إسرائيليّاً لما يجري في القاهرة، ولملامح الحل المرتسمة لانتهاء العداون. وبحسب تعبير فيشمان «ثمة تفاؤل في الهواء. بدأوا يشمون رائحة النهاية». وذهب فيشمان إلى حد القول إن «المسافة حتى إنهاء قريب لحملة الرصاص المصهور قصيرة. موضوع أيام، كما يقدرون في إسرائيل. وربما حتى نهاية الأسبوع أيضاً». ويقدم فيشمان تصوره لمشهد النهاية فيقول إنه «محظور توقيع وثيقة سياسية مع حماس»، والبديل لذلك يعود برأيه «إلى حجم الضربة التي تلقتها حماس، فقوة الدمار وحجم ضائقة حماس غزة حيال تصميم الجيش الإسرائيلي خلقا وضعاً تكون فيه حماس مستعدة لأن تقبل على نفسها وقف النار. إسرائيل حددت لتوها السعر الذي ستفرضه على الخروق. وعليه، ليس لها أي مصلحة في اتفاق مرتب، كي يحدد أحد ما آخر لها السعر وكيف تتصرف في وضع تخرق فيه حماس الهدوء».
وعن المبادرة المصرية، رأى فيشمان أن الجديد فيها هو أنه «يوجد استعداد في حماس لوقف النار من دون قيد زمني، وأنه رغم أن الحركة حاولت المساومة على وقف النار لفترات زمنية قصيرة، إلا أن المصريين، لأسبابهم هم، لم يقبلوا هذا الإمكان».
وعن مصير معبر رفح، قال فيشمان إن «حماس» «لا تزال تساوم مع المصريين على مسألة معبر رفح، لكن المصريين غير معنيين بفتح معبر رفح، لأنهم لا يريدون أن يأخذوا مسؤولية عن قطاع غزة. وعليه فمعقول الافتراض أنهم في نهاية المطاف سيتوصلون إلى حل وسط تجميلي ما يجلب عاموس جلعاد إلى القاهرة». وفي موضوع المعابر الأُخرى، أكد فيشمان أن إسرائيل لا تعتزم التخلي عن سيطرتها الكاملة على المعابر.
أما في مسألة «التهريب»، فيشير فيشمان إلى أنه «ينبغي ألا يتوقع أحد أن يعلن ممثلو حماس في القاهرة أنهم مستعدون لوقف التسلح». ويرى أنه في جميع الأحوال «تمثّل المبادرة المصرية اعترافاً بمشكلة التهريب وبدور الإيرانيين في هذا المجال. وتتضمن المبادرة تفاهمات شفوية بين مصر والأميركيين لمعالجة التهريب، سواء في المجال الاستخباري أو في مجال إحباطها المادي».
ويضيف فيشمان أن «مبادرة القاهرة هي أيضاً التعبير عن أن العالم يعترف بحقيقة أن التهريب هو عامل خطير في الشرق الأوسط. وهذا بالتأكيد إنجاز إسرائيلي». ويتابع قائلاً إن ثمة مشكلة تتعلق بالجداول الزمنية المختلفة لحماس، لمصر ولإسرائيل؛ «حماس تريد هدوءاً الآن. إسرائيل تتطلع إلى موعد دخول باراك أوباما البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وحتى ذلك الحين لديها الوقت لمواصلة إقناع حماس بالقوة. أما المصريون فيريدون أن يأتوا بإنجاز في اليد إلى لقاء وزراء خارجية الجامعة العربية في نهاية الأسبوع. وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فعلى الأقل تقديم الإنجاز إلى إدارة أوباما».