مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصلت المواقف الدولية الداعية إلى التوصل لوقف إطلاق النار، فيما جدّد الرئيس الأميركي، جورج بوش، شروطه المسبقة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو، في بيان، إن بوش أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي، عبد الله غول، وأكد له «أهمية وضع حد لإطلاق صواريخ ضد إسرائيل، ومنع تهريب الأسلحة من جانب حماس، كشرطين مسبقين لوقف دائم لإطلاق النار». كذلك أشار البيان إلى توافق الطرفين «على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين».
بدورها، أكدت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، إثر محادثة هاتفية بين رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك وبوش، أن الولايات المتحدة متفقة مع الاتحاد الأوروبي على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة «في أقرب وقت».
وقالت الرئاسة التشيكية، في بيان، إن توبولانيك توافق وبوش «على ضرورة إرساء وقف لإطلاق النار في أقرب وقت مع منع تهريب الأسلحة إلى غزة وبدء الأعمال الإنسانية». كذلك تم اقتراح توزيع المساعدات الإنسانية عبر السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو، اللذان أجريا مباحثات هاتفية بشأن الوضع في قطاع غزة، فأعلنا خيبة أملهما من قرار مجلس الأمن الدولي 1860، واتفقا على وجوب العمل على إصدار قرار جديد يمكن أن ينصاع له الطرفان، وفقاً لما قاله يودهويونو.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية أن هذه المباحثات «أتاحت تأكيد توافق تحليلات فرنسا وأندونيسيا للأزمة في غزة ورغبة البلدين في تعزيز جهودهما المشتركة من أجل وقف تام لأعمال العنف». وأضاف أن الرئيسين «سيظلّان على اتصال بشأن الوضع في غزة ومجمل المنطقة».
بدوره، اتهم الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، إسرائيل بأنها «الذراع القاتلة» للولايات المتحدة. وقال إن «حل الأزمة في غزة في يد باراك أوباما»، عندما يصبح رئيساً للولايات المتحدة بعد 10 أيام. وقال «دعونا ننتظر ونرَ ماذا سيفعل أوباما عندما يتسلّم السلطة ويرأس الإمبراطورية». وتابع «لو أن أحداً يستطيع وقف المذبحة فسيكون الرئيس الأميركي، لأنه في المقام الأول، رئيس أميركي هو من أمر بالحرب».
وأوضح تشافيز أنه لم يفاجأ بتجاهل إسرائيل نداء الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، لأن الولايات المتحدة الأميركية هي من تقف خلفها. وقال «لسوء الحظ أصبحت إسرائيل الذراع القاتلة للولايات المتحدة». كما انتقد المجتمع الدولي لعدم بذل ما يكفي لوقف الهجوم الإسرائيلي في غزة. وقال «إنهم يقتلون الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعالم يجلس هناك، ويضع قرارات الأمم المتحدة. وينبغي لنا أن ننتقل إلى مزيد من الإجراءات الملموسة».
كذلك اعتبر الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، أن الأمم المتحدة «تخضع للإمبريالية الاميركية». وطالب بإنشاء منظمة جديدة «لشعوب العالم»، منتقداً استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال موراليس، في مؤتمر حزبه «الحركة نحو الاشتراكية»، «لا توجد أمم متحدة لشعوب العالم، إنها أمم متحدة للإمبراطورية الأميركية». وتساءل «أين هي الأمم المتحدة للدفاع عن فلسطين، أين هي قوات الأمم المتحدة للدفاع عن فلسطين؟»
أما مجموعة دول الكاريبي فقد دعت إسرائيل وفلسطين للانصياع لقرار مجلس الأمن ووقف إطلاق النار. كما دعت القوات الإسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة. وأعلنت المتحدثة باسمها جويانا كاريكوم أن «المجموعة الكاريبية تعرب عن قلقها الشديد إزاء استمرار أعمال العنف في قطاع غزة وتستنكر ما يصاحب ذلك من خسائر في الأرواح، بمن في ذلك النساء والأطفال الأبرياء. كذلك تعرب عن قلقها إزاء استمرار إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من جانب المسلحين الفلسطينيين». ودعت جميع الأطراف المعنية إلى احترام قرار وقف إطلاق النار الصادر عن المجتمع الدولي واحترام القانون الإنساني الدولي من أجل تسهيل مرور إمدادات الإغاثة الحيوية إلى السكان المدنيين في غزة». كما اعتبرت أن احترام ميثاق الأمم المتحدة «من شأنه في نهاية المطاف، وضع حد لمعاناة البشر وإيجاد السبل للتعايش السلمي».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية إرسال الموفد الصيني الخاص بالشرق الأوسط في زيارة إلى مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية للمساهمة في الجهود الدولية لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع في قطاع غزة. وأوضح الناطق باسم الوزارة، كي غانغ، أن بكين قلقة من الوضع في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي «ولم توفر أي جهد لتهدئة الوضع». وأشار إلى أنه «بغية العمل على تحقيق التهدئة سيتوجه الموفد الصيني الخاص بالشرق الأوسط سون بيغان في الأيام المقبلة إلى مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية». كذلك وصل وزير الخارجية البرازيلي سيلسيو أموريم إلى دمشق في جولة تشمل الأردن والأراضي الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في «إطار جهود الحكومة البرازيلية لوقف العدوان على قطاع غزة».
( أ ف ب، رويترز)