رغم الدور الهامشي الذي يؤدّيه محمود عبّاس في مساعي التهدئة، إلا أنه يحرص على الظهور كأحد مراكز الأحداث عبر الاجتماعات المتتالية لمنظمة التحرير
حسام كنفاني
أبلغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي عقد أول من أمس في رام الله، اضطراره إلى تأجيل سفره إلى نيويورك، فيما عمدت السلطة إلى تسليط الضوء على ما يمكن اعتبارها «تدخلات خارجية» في الملف الفلسطيني.
وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع لـ«الأخبار»، فإن أبو مازن عمد إلى تبرير تأخر سفره عبر رواية قصة ترؤسه للوفد العربي. وأشار إلى أنه بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي، اتصل به كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وطلبا منه أن يرأس وفد الجامعة العربية إلى اجتماع مجلس الأمن. وأوضح عبّاس أن الوفد سيضم إليه، كلاً من موسى والفيصل ووزراء الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والأردني صلاح الدين البشير، والسوري وليد المعلم، والقطري حمد بن جاسم آل ثاني، والإماراتي عبد الله بن زايد.
ورغم ذلك، أشار عباس بطريقة غير مباشرة إلى مسعى عربي ودولي لتأجيل اجتماع مجلس الأمن. فبعدما كان من المقرر أن يتوجه أول من أمس الأحد إلى نيويورك، «توالت عليه الاتصالات» تطالبه بالبقاء في رام الله «لأن الرئيس الفرنسي في طريقه إلى المنطقة». وبحسب المصادر، فإن عبّاس أوضح أن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم نقل إليه رسالة من العقيد معمر القذافي تطلب منه البقاء للقاء ساركوزي. والطلب نفسه تقدّم به قنصلا الولايات المتحدة وفرنسا.
وفسّرت المصادر طلبات تأجيل السفر بأن «الأوضاع لم تنضج بعد لتدخّل مجلس الأمن»، الذي لا يزال يشهد مناقشات وتعديل مسودات، وبالتالي فإن من غير المفيد التوجه المبكر للوفد العربي. وأشارت المصادر إلى أن رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات تدخّل في النقاشات ليشبه الوضع في قطاع غزة بجنوب لبنان، موضحاً أن «العمل جارٍ لاستنساخ تجربة الحرب» في تموز عام 2006، في تلميح إلى العمل على قرار مشابه للقرار 1701، الذي أوقف العدوان في ذلك الوقت.
غير أن عريقات لحظ فارقاً وهو أن الأمين العام لـ «حزب الله»، السيّد حسن نصر الله، «سلم الملف السياسي للحكومة اللبنانية، الأمر الذي ترفضه حركة حماس في الحالة الفلسطينية».
ومثّل هذا «الفرق» مدخلاً ليشرح عريقات دخول أطراف إضافية على الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها تركيا. وأوضح أنه خلال لقاء عبّاس ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في العقبة في الأردن، نقل الأخير رسالة واضحة «بأن حماس لا تثق بالمصريين والدور المصري»، مشيراً إلى أن هذه محصلة لقاء مستشار أردوغان، أحمد داوود أوغلو مع رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية، خالد مشعل، في دمشق.
وأضاف عريقات إن أردوغان طلب من أبو مازن أن ينقل هذا الموقف إلى القيادة المصرية ويطلب منها الموافقة على نقل ملف الوضع في قطاع غزة والوساطة غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل إلى تركيا، إلا أن عبّاس رفض وتساءل ما إذا كان أردوغان يمثل «الإخوان المسلمين» ويسوّق سياستهم، فنفى رئيس الوزراء التركي.
وانتقل عريقات إلى «الدور الإيراني» في الملف الفلسطيني، فروى، بحسب المصادر، الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ووزير الخارجية اليوناني السابق جورج بابانديرو. ونقل عن الأخير قوله إن «متكي أوضح له أن حماس لن تهزم في هذه الحرب، والفوضى سوف تعم المنطقة إذا استمرت الحرب، وأن إيران مستعدة أن تؤدّي دوراً في التهدئة ووقف إطلاق النار إذا فتحت مصر معبر رفح».