strong>صلاة لغزّة «تصفع» ميلانو... وكربلاء تحيي عاشوراء «فلسطينيّة»تواصلت عمليات اعتقال الناشطين في مصر، الذين هبّوا للتعبير عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة المحاصرين، للأسبوع الثاني على التوالي، فيما استمر المحتجون على مدى العالم بتحركاتهم الشاجبة للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وسط امتعاض بعض الجهات الإيطالية من صلاة إسلامية

ذكر شهود عيان ومصادر في جماعة «الإخوان» المسلمين في مصر أن الشرطة ألقت القبض أمس على عشرات الأشخاص في الجماعة، لإحباط تظاهرة احتجاج على العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة.
ودعت جماعة «الإخوان» المسلمين إلى التظاهر في ميدان التحرير وسط القاهرة لكن قوات مكافحة الشغب انتشرت فيه وحالت دون تجمع المحتجين.
ودعت جماعة «الإخوان» في وقت لاحق إلى تنظيم التظاهرة في محطة لسيارات الأجرة شمال القاهرة، لكن قوات مكافحة الشغب وصلت إلى المحطة قبل المتظاهرين وألقت القبض على عشرات منهم. وقال مصور «رويترز»، ناصر نوري، «رأيت 15 على الأقل يلقى القبض عليهم».
وأضافت مصادر «الإخوان» إن الشرطة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل ألقت القبض على 22 من أعضاء الجماعة أمس، بينما كانوا يستعدون للسفر إلى القاهرة لحضور التظاهرة.
وكانت قوات الأمن المصرية قد أغلقت منافذ القاهرة، حيث فتشت الحافلات بحثاً عن متظاهرين جاؤوا لتلبية نداء مسيرة جديدة من مسيرات الغضب في البلاد ضد مذبحة غزة. كذلك، نظم مئات من المحامين المصريين تظاهرة في شارع السودان بالقرب من مجمع محاكم شمال الجيزة، وامتنعوا عن حضور الجلسات، وأحرقوا العلم الإسرائيلي.
وفي مدينة كربلاء العراقية، تحولّت تظاهرة «عاشورائية»، إلى مسيرة احتجاجية من أجل فلسطين. وقال رئيس «قسم حفظ النظام» في العتبة الحسينية، فاضل عوز، إن الأمانة العامة لإدارة العتبتين في كربلاء نظمت التظاهرة، باعتبارها «أقل ما يمكن أن نقدمه إلى أهل غزة».
وفي دمشق، تظاهر مئات العمال السوريين، وعبروا عن غضبهم من خلال حرق دمى تمثل الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، إضافةً إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني.
وفي مدينة البيرة الفلسطينية، حضر وفد من أبناء الجولان السوري المحتل إلى مقر الهلال الأحمر الفلسطيني، للتبرع بالدم لجرحى العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأشار مدير خدمات نقل الدم الوطنية في جمعية الهلال الأحمر، الطبيب سمير الخطيب، إلى أن «أهمية هذه الخطوة تكمن في إصرار الأهل في الجولان العربي المحتل على الوصول إلى الضفة الغربية للتبرع بدمائهم رغم كل الصعوبات التي واجهوها والمسافات التي قطعوها».
وفي عمّان، وقّع 31 نائباً أردنياً مذكرة تطالب بطرد سفير إسرائيل لدى بلدهم وقطع العلاقات مع الدولة العبرية.
في هذه الأثناء، يعتزم رئيس مؤسسة القذافي للتنمية، سيف الإسلام القذافي، التوجه إلى غزة عبر معبر رفح كي يعرب عن مساندته للشعب الفلسطيني في مواجهة «العدوان الإسرائيلي». لكن السلطات المصرية رفضت طلبه بهذا الخصوص «حرصاً على سلامته»، حسب ما أعلن مصدر في هذه المؤسسة، أشار إلى أن «قرار سيف الإسلام التوجة إلى غزة جاء خلال محادثة هاتفية جرت بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل».
وفي قندهار جنوب أفغانستان، خرج مئات الأفغان في تظاهرة جديدة ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، ودعوا الأمم المتحدة إلى التدخل لوقفه.
وفي بروكسل، دعا نحو مئة متظاهر الاتحاد الأوروبي إلى التحرك ضد الهجوم العسكري، في الوقت الذي يزور فيه وفد من الاتحاد، الشرق الأوسط. وهتف المتظاهرون أمام المقر الرئيسي للاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، «أوروبا أين أنت، أنت تراقبين والدم يسيل؟».
في المقابل، أثارت صلاة جماعة أدّاها متظاهرون مسلمون نهاية الأسبوع الماضي أمام كنيسة ميلانو (شمال إيطاليا) احتجاجاً على الغارات الإسرائيلية على غزة، جدلاً في البلاد.
وقال النائب الأوروبي لرابطة الشمال اليمينية (حزب قومي معادٍ للمهاجرين)، ماريو بروغيزيو، «إن تحويل متطرّفين إسلاميين فناء الكنيسة إلى مسجد في الهواء الطلق، استفزاز غير معقول». وأضاف «إن الصلاة التي ردّدها آلاف المتطرفين المسلمين عملية ترهيب وصفعة لمدينة ميلانو التي يجب أن تظل مسيحية».
وقال الصحافي اليهودي، غاد ليرنر، في مدونته على الإنترنت، «لقد جرى احتكار الاحتجاج على إسرائيل من جانب أولئك الذين يحرقون أعلاماً تحمل نجمة داوود نافين بذلك حق إسرائيل في الوجود، والأدهى من ذلك أنهم يرغبون في إثارة حرب بين الأديان».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)